من الطبيعي أن يكون الزوج على دراية بكل ما يخص أسرته وبيته، إلا أن الأمر قد يتطور عند البعض لدرجة أن يقوم بالتدخل في الأمور المنزلية التي تعد من خصوصيات المرأة بصفة خاصة. وقد يبدي فضولا زائدا تجاه تصرفات زوجته، أو بما تعده في المطبخ، وهي مشكلة تعاني منها الكثير من الزوجات، إلا أنه يعتبر تصرفاته طبيعية، وأنه لا يضايق أحدا بها، ويرى أن من حقه الاطلاع على الصغيرة قبل الكبيرة في كافة تفاصيل الحياة، وهو حينها لا ينظر للأمر على أنه تطفل أو فضول، فهو لا يتدخل بشؤون أحد غريب، إلا أن تلك المواقف تضع المرأة في مواقف محرجة؛ فالتدخل في شؤونها بشكل مهين يسبب إحراجا شديدا لها ويضعها في مواقف محرجة أمام أهلها وأصدقائها. إن صفة الفضول قد تصدر عن تركيبة أو بنية الشخص أو قد تنتجها مرحلة معينة من مراحل النمو في حياة الفرد كالتغيير في الشخصية أو طبيعة العلاقات الزوجية. وفي كلتا الحالتين فإن هناك سلوكا يشير إلى حاجة تدفع الرجل إلى البحث عما يعتقد أنه يجب معرفته. وكثيرا ما تزيد هذه الحالة عندما يكبر الرجل أو عند شعوره بالفراغ عند عودته من العمل مبكرا مثلا، مما يجعله يشغل نفسه بشيء آخر سواء بالحديث عن المطبخ أو معرفة كل شيء حوله. وهو هنا لا يجد سوى زوجته التي تكون أول المعانين من هذه الصفة خاصة إن وصل الأمر إلى إظهارها بالمقصرة أمام الآخرين وإهمالها في بيتها. ولمواجهة فضول الزوج يجب ومنذ البداية وضع حدود في حياة الزوجين منذ بداية الارتباط، لأن السكوت على التدخل الزائد عن الحد في حياة الطرف الآخر يعني أنه ليس من حق الثاني الاعتراض بعد ذلك مهما حدث، فالخصوصية ولو كانت بسيطة مطلوبة، ويمكن أن تقوم الزوجة بتحقيقها بشيء من الذكاء فتستطيع أن تغير العيوب باللباقة والذوق في الحديث، وإيضاح العيوب بأسلوب هادئ، هنا فقط قد يشعر الزوج بالإحراج ويقوم بمراجعة نفسه ومواقفه الفضولية، لأن مبالغة الزوجة في الانفعال والتوتر من تصرفات الزوج يعتبر من الوسائل التي تثير فضول الرجل للاستمرار بما هو عليه. كما أن على الزوجة أيضا إشراك زوجها في اهتماماتها وأفكارها كي لا يشعر بأنه مهمش فيلجأ إلى فضول زائد يخنق زوجته به والعكس صحيح، كما أن على الزوجة أن تترك مساحة لزوجها لمساعدتها في المنزل وأن لا تعتبر ذلك انتقاصا من دورها أو خصوصيتها وإنما لاحترامها وتوفير بعض الراحة لها.