أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة أحد أهم ساحات الحوار والنقاش بين الشباب من مختلف الطبقات والثقافات داخل المجتمعات الخليجية، ومنها المجتمع السعودي. وصار لها دور هام وبارز في نشر الكثير من الحقائق والأخبار التي كانت حبيسة الأدراج لفترات طويلة كان فيها الإعلام التقليدي هو الوسيلة الوحيدة للتواصل الاجتماعي. وقد سعى بعض النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" للارتقاء بلغة الحوار بين الشباب عبر تلك المواقع وخاصة موقع التدوين القصير "تويتر"، وذلك من خلال تأسيس هاشتاق جديد حمل اسم "#أدب_التغريد" لحث الجميع على الالتزام بالآداب العامة وعدم تحويل تلك المواقع إلى ساحة للشتائم والبذاءات لتظل وسيلة فعالة للحوار والنقاش الشبابي الجاد. في البداية أكد الدكتور عبد العزيز الأحمد مؤسس الهاشتاق على ضرورة الالتزام بالقيم الاجتماعية والأخلاقية عند التغريد على موقع تويتر. وقال: حينما يقلّب الإنسان تغريدات المغردين قد يتفاجأ بسوء ظن، أو قسوة في لفظ، أو تخلّف العمل عن القول.. إلخ. ولذا جميل أن نشيع آدب التغريد بيننا. وأضاف: التغريد.. إفراز لعقول الناس.. وكشف لنفسياتهم.. والذكاء هنا كيف تفرق بينهم وتؤثر فيهم؟ وهذا يحتاج لدقة تحليل... وحرف شيّق جميل. وأكد الاحمد أن التغريد كالطيور له أشكال وأنواع ، أجملها ما كان ذا لحن جميل وصوت هادئ فيطرب وينعش الروح. أما الدكتور صالح العايد، فقال: التغريد ليس جداراً يخربشُ عليه الصبيانُ، بل لوحات يرسمها المبدعون؛ ليرتقوا فيها بأذواق القرّاء وثقافاتهم. وحذّر عبد الله النغيمشي من استغلال تلك المواقع للتطاول على الآخرين والنيل منهم ومن كرامتهم. وقال: لا تستغل اسمك المستعار لممارسة إيذاء الناس والتغريد المبتذل.. راقب خالقك.. ارحم ضميرك ولا تخدشه. واتفق معه في الرأي إبراهيم السويلم، وقال: استخدام عبارات اللعن والطرد من رحمة الله والتطاول على الآخرين بالسب والشتم تجعل من صاحبها مثالا لسوء الأخلاق وانعدام التربية. وترى فاطمة الحيان أن تويتر مجرد انعكاس للواقع ولشخصية المدون الحقيقية، فمن يجيد أدب الحوار في الواقع لا يتجاوز أبدا عبر المواقع الافتراضية. وقالت: مَن يمتلك الأدب والحياء في حياته الاجتماعية الحقيقية حتماً سيمتلك أدب التغريد في هذا العالم الافتراضي. أما إبراهيم التميمي فيقول مخاطبا المغردين: اعلم أنك لا تمثّل نفسك فقط! بل تمثل والديك وعائلتك وبيئتك التي تربيت فيها! فإذا أسأت فإنك تسيء لهم.. وإذا أحسنت فإنك تحسن لهم جميعا. وقالت بشائر خالد الزامل: حين تكتب لشخص يخالفك في وجهة النظر عبر مواقع التواصل اكتب إليه وكأنك تنظر لعينيه! احترمه كأنه أمامك.. حتى وإن كان يعرفك باسم غير معروف.. كن خلوقا.