أكد الكاتب الصحفي جاسر الجاسر أنه لا يمكن أن تدعو المملكة إلى مؤتمر قمة إسلامي بدون أن تخرج منه بموقف حاسم خاصة تجاه القضية السورية التي تبنتها منذ البداية، فقد استكملت السعودية بهذه القمة الخطوات التي بدأتها من مجلس التعاون، مرورا بالجامعة العربية وصولا إلى الدول الإسلامية . وحول الموقف الإيراني من القمة قال الجاسر إن موافقة إيران أو عدم موافقتها على قرارات القمة ليس ذا أهمية، مشيرا إلى أن قرار تعليق عضوية سوريا في منظمة التضامن الإسلامي خطوة تمهيدية لاتخاذ قرارات فعلية لحماية الشعب السوري. وبين الجاسر أن مناصرة إيران لسوريا مناصرة طائفية بالدرجة الأولى وليست مناصرة لقضية سياسية، وهذا ما يعد مصدراً للخوف ويؤدي إلى محاولات إيرانية كثيرة لزعزعة وإثارة القلق في البحرين وفي شرق السعودية وفي العراق. ولفت الجاسر إلى أن المسألة الطائفية حساسة جدا في العالم الإسلامي وقابلة للاشتعال في أي وقت، فهي تتغذى تاريخياً على مقومات ثابتة وذات حيوية، وهذا ما يحدث اليوم في سوريا وتمتد أطرافه بشكل وبآخر إلى معظم الدول العربية، مشيراً إلى أنه في حال اتفاق المسلمين جميعاً بدءً من التعليق إلى ما تتبعه من خطوات عبر إجراءات سياسية أو اقتصادية أو ميدانية أخرى فبذلك سيكون هناك عزلة كبيرة لإيران تتعمق خاصة بعد فشل ما سمي بالاجتماع التشاوري الذي عقد حول سوريا على نحو أسبوع تقريبا. الجاسر الذي تحدث في برنامج "بانوراما " على قناة العربية أكد على أنه لا بد أن تتحرك كل الدول الإسلامية كمنظومة في اتخاذ قرارات بعد الفشل الأممي في معالجة هذه القضية، ويمكن أن تنحصر تلك القرارات في تحديد مناطق حظر جوي، أو مناطق عازلة الإمدادات، أو المساندة ولكن في أي حال من الأحوال لا يمكن الصمت على هذا الوضع حيث يعد الصمت جريمة عن كل ما يحدث في سوريا يومياً من قتل وتعذيب ومذابح دموية. وفي النهاية أشار إلى أنه يمكن أن ينتج عن القمة معطيات اقتصادية وتعاون اقتصادي ودعم للمؤسسات، وأيضاً اعتناء بالجمهوريات الجديدة بحيث يكون هناك تمثيل حقيقي لافتاً إلى أنه لا يجب أن يتحول الخطاب إلى لهجة عاطفية بلا جدوى.