كان يتوكأ على عصاه عندما استوقفته في ذلك الشارع المليء بالمارين الذين كانوا يمثلون مجتمعاً آسيوياً في وسط جدة. عندما امسكت بيده المعروقة للسلام عليه احسست كأني اقبض على لوح من الخشب قد اكتنز كل قساوة الايام فقلت له: كيف حالك يا عم؟ - كما تراني اقول الحمد لله ما هو اسمك يا عم؟ - حسن وعمرك : كم هو؟ - ليه تريد تزوجني وهل ترغب في الزواج؟ - يا ولدي يا ليتها بحمولها تور اذن كم عمرك؟ - انا ولدت في أحد اعوام من بعد 1340ه ولك الحساب.. يعني 93 عاماً ما شاء الله قلي يا عم حسن اين تعمل..؟ - انا الآن لا أعمل انني أعيش على تقاعدي اين كنت تعمل؟ - كنت في احدى الادارات الحكومية واستلم تقاعد وهل يكفي هذا التقاعد؟ - ربنا ساترها لدي ابنه وحيدة عندها ابنه تعمل في مدرسة وتقوم بمساعدتي وهل لديك زوجة؟ - آه.. يا ابني لقد تركتني ورحلت الى ربها وأنا أعيش وحيداً اذن لماذا رفضت عندما عرضت عليك الزواج؟ - وهل هناك صحة تستوجب هذا العمل انني أعيش في سعادة ورضا.. وكيف تقضي يومك؟ - ابدأ كما تراني انا ذاهب الى المسجد للصلاة والعودة الى المنزل وفي العصاري أذهب الى دكان الحي واجلس مع صاحبه لقضاء بعض الوقت حتى اذان المغرب طيب دعنا نصورك؟ - لا يقولون الصورة حرام لكن هناك من يقول بأنها حلال وانها تشبه انعكاس الصورة على المرآة او "المراية: - لا يا ابني سيبني على راحتي وهل تشاهد التلفزيون؟ - ليس كثيرا أشوف ايام زمان برنامج البادية الآن النظر ضعف كمان لا يوجد برنامج من مضارب البادية فقط برنامج من مضارب البادية؟ - لا كان هناك حمام الهناء وصح النوم.. وسر الغريب ومقالب غوار لا بل ياولدي كان هناك المصارعة وكان ذلك المذيع الشاطر اسمه.. اسمه. تقصد ابراهيم الراشد - نعم ابراهيم الراشد فينه الآن فقط المصارعة تحرص عليها؟ - لا الملاكمة ايام – كلاي – يبدو انك من متابعي التلفزيون ايام زمان؟ _ إيوا.. كان اسود وابيض بس كان رائق ما فيه هذه الالوان وهذا الصراخ وبعدين كان الساعة الواحدة يقفل يقدر الناس يناموا الآن للصبح والناس متسمرين امامه الله يرحم التلفزيون أيام زمان طيب يا عم حسن في أمان الله - قلي في الاول انت مين عشان تسألني كل هذه الاسئلة؟ وهل ازعجناك - ابداً بس مولازم اعرف نحن جريدة البلاد - آه .. البلاد كانت جريدة أهل جدة من زمان .. زمان وحتى الآن هي كذلك يا عم حسن - الله يوفقكم في امان الله - اهلا وسهلا ملحوظة: حكاية الصورة رغم اعتراضه على الصورة اختلس المصور لحظة منه فأخذ له هذه الصورة التي ننشرها بعد ان اخفينا ملامحه احتراماً لرغبته.