تشير الإحصائيات والسجلاّت الطبية إلى أن هناك انخفاضاً متواصلاً في سن المصابين بالجلطة الدماغية في البلاد، وأن 25٪ منهم في سن أقل من 60 عاماً، و8٪ أقل من 50 عاماً، كما أشارت إلى أن واحداً من كل ستة رجال، وامرأة من بين خمس نساء يتعرضون للإصابة بالجلطة الدماغية خلال مرحلة معينة من حياتهم. وتؤكد الإحصائيات أيضاً أن الجلطة الدماغية التي تسبب الشلل النصفي أو إعاقات مختلفة تعتبر عاملاً من عوامل الوفاة الرئيسية وواحدة من أهم أسباب الإعاقات المستديمة لدى البالغين. فمن بين جميع المصابين بالجلطة الدماغية يلقى 10٪ منهم حتفهم في غضون أيام معدودة، و30٪ يموتون في غضون سنة، و39٪ يحتاجون إلى علاج في مؤسسات طبية وتمريضية، و50٪ من الذين يبقون على قيد الحياة يعانون حتى يوم وفاتهم من إعاقة كاملة أو جزئية، وفقط 25٪ ممّن أصيبوا بالجلطة الدماغية يجتازون الإصابة بسلام ويعودون إلى ممارسة حياتهم الطبيعية بعد العلاج وعملية التأهيل. والجلطة الدماغية نوعان، منها ما يحدث في شرايين الدماغ ومنها ما يحدث في القلب (أمبولية) وتصل عن طريق الدورة الدموية إلى الدماغ، ولكن 15٪ من حالات الجلطة الدماغية تتكوّن في شرايين الرأس و25٪ من الحالات تسبب جلطة في القلب وتنتقل إلى الدماغ فيما بعد. ويعد التدخين من أهم أسباب حدوث الجلطة الدماغية بالإضافة إلى العديد من العوامل الأخرى ومنها تقدم العمر، ومرض السكر، وضغط الدم، حيث إن السكر والضغط يؤديان إلى تصلب الشرايين وأيضاً من ضمن عوامل الإصابة بهذا المرض زيادة الدهون ولزوجة الدم، والوزن الزائد، وبعض أمراض القلب. والإصابة بالسكتة الدماغية ليست مقصورة على الكبار فقط، بل يمكن أن يصاب الأطفال أيضاً بها، وتعد واحدة من أعلى 10 أسباب لموت الأطفال، ولكن نسبة شفاء الأطفال منها أفضل من الكبار. وتبدأ أعراضها عند الأطفال بصداع شديد جدا ومشاكل في حركة العين، وتنميل أو ضعف مفاجئ في الوجه أو الذراع أو القدم، وصعوبة في الكلام وضعف مفاجئ في الرؤية في أحد العينين أو كليهما، ودوخة أو عدم اتزان مفاجئ. وتعتمد أعراض الجلطة على المكان الذي تصيبه في المخ، فإذا أصابت الجزء الأيمن من المخ تسبب شلل الجهة اليسرى، وإذا أصابت الجهة اليسرى من المخ قد تسبب شلل في الجهة اليمنى مع اعتلال في النطق والتخاطب، ولكن إذا أصابت جذع المخ فيؤدي إلى عدم التوازن في الأطراف مع الغثيان والاستفراغ وشلل في أعصاب الوجه أو العين. ومن أهم القواعد التي تتبع للوقاية من الجلطة هي التحكم بمرض السكر والضغط وارتفاع الدهون واستخدام الأسبرين لمن عمرهم يفوق 40 سنة. ويمكن الشفاء من الشلل المصاحب للجلطة نظراً لأن المذيبات الوريدية تؤدي إلى زيادة تروية المخ بالدم فترجع الخلايا العصبية لوظيفتها جزئياً، ومع العلاج الطبيعي يمكن للمريض أن يرجع إلى سابق عهده بنسبة تزيد عن 70%. وفي أحيان كثيرة وفي أكثر من 70% من الحالات يلزم علاج مريض الجلطة بمضادات الاكتئاب خاصة في ظل غياب الروابط العائلية.