في قراءة لأسباب التفجيرات الدامية التي شهدها العراق والتي أودت بحياة أكثر من 100 من العراقيين؛ أشار المحلل العراقي المتخصص في الشؤون الأمنية علي الحيدري إلى أن موجات التفجير التي حدثت تتكرر كل شهر تقريباً على مدى الثلاث السنوات الماضية، وهي تعطي انطباعاً بأن الإرهابيين يمتلكون حرية الحركة واختيار المكان والزمان ونقل المتفجرات والأسلحة من مكان إلى آخر، ثم تخضع للتخزين ثم إعادة الاستعمال. ولفت الحيدري خلال حواره مع برنامج "ساعة حرة" على قناة الحرة إلى أن هذه السلسلة الكاملة تحدث بدون أن تلاحظ من قبل الجهات الأمنية بشكل واضح، فقد تحدث حالات إلقاء القبض على شبكات معينة تعمل في نفس الجانب ولكن لم يتم القضاء ولو على جزء من العمل الإرهابي. وأوضح أن هذا الأسلوب وجد الطريق للنجاح لأنه لم يجد مصدات أمنية تقوم بتكسير هذه الموجات الإرهابية وبالتالي اعتاد الإرهاب على القيام بهذه العمليات في فترات زمنية بدأت كل شهرين ثم تقلصت إلى شهر ونصف ثم أصبحت شهرية. وأضاف أن المشكلة الأمنية تنقسم إلى قسمين أحدهما الاستعدادات الفنية والآخر الموارد البشرية، فبالنسبة للأول فإن المؤسسة الأمنية العراقية تفتقر إلى معدات لكشف المتفجرات وقد اعترف المسؤولون العراقيون بعدم فاعلية الأجهزة المتواجدة لديهم، أما عن الموارد البشرية فالاعتماد على العنصر البشري فيه ظلم كبير له، فالجندي لا يرى ما في داخل السيارة ومحتويات هيكلها وبالتالي فهو في حاجة إلى جهاز للكشف عن هذه المتفجرات. وأكد أن الأجهزة الاستخبارية إلى الآن لا تستطيع أن تعمل على مستوى تشكيلات المصادر المتغلغلة للتنظيمات المعادية لكون هذه الأجهزة لازالت ناشئة وفي طور النمو والتطوير، لذلك فإن إلقاء القبض على الشبكات يتم من خلال العمليات البشرية وليست العمليات النسقية التي يتم فيها متابعة المعلومة لحين اكتمال الدورة الاستخبارية.