يعاني قطاع كبير من المتقاعدين مشكلات نفسية واجتماعية كثيرة نتيجة وصولهم لسن الشيخوخة وابتعادهم عن وظائفهم وأعمالهم التي مارسوها لسنوات طويلة؛ الأمر الذي يجعلهم يشعرون أن مهمتهم في الحياة قد قاربت على الانتهاء وأنهم أصبحوا مجرد رقم يذكر في تعداد السكان، على الرغم من أن ما اكتسبوه من مهارات وخبرات خلال سنوات خدمتهم الطويلة يجعل منهم منبعاً ومورداً هاماً للأفكار التي يجب استخلاصها واستغلالها من قبل شباب اليوم، الذي غالباً ما يحتاج لخبرات السابقين وحكمتهم. ومن هنا أسس بعض النشطاء السعوديين هاشتاق جديد على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بعنوان "صرخة متقاعد" وجعلوا منه منبراً يعرض مشكلات المتقاعدين ويدعو المجتمع للاهتمام بتلك الفئة الغالية من أصحاب العقول والخبرات. في البداية أطلق يوسف الدهمشي تغريدة مختصرة تحدث فيها بلسان حال كل متقاعد في المملكة داعياً المسئولين للاستفادة من خبرتهم الطويلة وقال: "أنا الخبرة العريقة، أنا التجارب العديدة، لست -كما تظنون- بأني أصبحت عديم الفائدة: أشركوا خبرتي معكم لتروا فائدتي". بينما طالب خالد أبا الخيل بإعادة النظر في نظام التقاعد لتفادي العديد من المشاكل الإدارية، وأشار إلى أن السعودية أخذت نظام التقاعد من مصر عام 1973 ولا يزال ساري المفعول حتى الآن بالرغم من أن مصر ألغت النظام منذ فترة طويلة. وأكد فارس البراق أن المتقاعدين في المملكة يعانون كثرا من الأوضاع السيئة وقال: المتقاعد في وطني بين خيارين .. يذهب إلى (المسجد) أو (المقبرة) ..! لا تكريم لهم .. لا تقدير .. لا جمعيات .. لا اهتمام ..! وطالب محمد الربيعان بالاستفادة من التجربة الأردنية في احتواء المتقاعدين وإعادة توظيفهم في المجتمع، وأشار إلى أنه في الأردن أقيم نادٍ خاص للمتقاعدين يأتون إليه ويمارسون الرياضة ويتجاذبون أطراف الحديث ويستمتعون وكل ذلك مجاناً. أما الدكتورة نوف علي المطيري فأكدت أن صرخات المتقاعدين السعوديين من المشكلات التي يتعرضون لها أصبحت عالية وقالت: ما أكثر الصرخات في بلادي! وانتقد "Khaled Al-asmari" ما يحصل عليه المتقاعدون من رواتب وتساءل: متقاعد يخدم 30 سنة...تستنزف طاقته كاملة. وفي الأخير لا يتجاوز راتبه 4000 ريال، ومن سنة لأخرى زيادة 5٪ أيعقل هذا؟ ومن جانبها حملت "skooon " المتقاعدين جزءً من المسئولية عن سوء أحوالهم وقالت: من خطأ البعض أنهم لا يخططون لما بعد التقاعد, لذا تجدهم لا يتقنون سوى الذهاب للعمل والانصراف منه. وطالب دخيل السلمي بوضع حل لمشكلات المتقاعدين بعد خدمتهم الطويلة للمجتمع متسائلا: أليس من حقهم أن يعيشوا كراماً قبل وبعد التقاعد.. أين تذهب الخصومات من الراتب على مدى خدمتهم.. أليس من الوفاء التمتع برواتبهم بعد تقاعدهم ؟!