حثت المملكة من خلال مشاركتها في فعاليات مؤتمر البيئة الدولي في برلين الدول المشاركة على بذل جميع الجهود الممكنة لوضع آراء من أجل الحيلولة دون ارتفاع درجة حرارة الأرض، والتوصل إلى صيغ مرضية لحماية البيئة من التلوث، وذلك في إطار التحضير لقمة الأممالمتحدة للمناخ والتي سيتم عقدها أواخر شهر نوفمبر بالعاصمة القطرية . وشهد المؤتمر الذي استضافته برلين في السادس عشر والسابع عشر من الشهر الجاري المؤتمر الثالث ل "حوار بطرسبرج من أجل المناخ" مشاركة دولية واسعة، حيث شارك فيه جهات من 35 دولة. وسعت الدول من خلال المؤتمر التحضيري إلى تسوية خلافاتها بشأن المناخ وحماية مؤتمر قطر من الفشل حيث جاء اللقاء بهدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض. كما تم التأكيد من خلال المؤتمر على أهمية الاتفاق على ضرورة وجود اتفاقية دولية تنضم إليها دول العالم الثالث مثل الهند، وأن تأخذ دولة مثل الصين مسألة حماية المناخ بشكل جدي، على الرغم من تحقيقها بعض التقدم في هذا المجال. وناقش المؤتمر العديد من القضايا المهمة. فقد حذر من قضية التحول عن الطاقة النووية في ألمانيا لصالح مصادر الطاقة صديقة البيئة مما قد يؤدي إلى عرقلة اتخاذ القرارات في هذا الشأن. وناقش المؤتمر خطر ارتفاع معدل درجة حرارة الأرض إلى أربع درجات مئوية وما يمثله من قصور في حماية المناخ، فإذا ظل الأمر على التعهدات التي تم تبنيها حتى الآن من أجل خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المسببة للاحتباس الحراري فإنه من الصعب الالتزام بهدف منع ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى أكثر من درجتين مئويتين. كما تطرق إلى تقرير شتيرن لاقتصاديات تغير المناخ والذي أوضح مدى العواقب المترتبة على عدم اتخاذ إجراءات فورية بهذا الشأن، خاصة وأن بروتوكول كيوتو لحماية المناخ وهو الأداة الوحيدة الملزمة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سينتهي العمل به مع نهاية العام، وتمثل نسبة الانبعاثات الخارجة من الدول المنضمة لهذا البروتوكول 15% من إجمالي انبعاث ثاني أكسيد الكربون. ومن المنتظر أن يتم في مؤتمر المناخ في قطر إيضاح ما إذا كان هناك فترة إلزامية مؤقتة إلى أن يتم الاتفاق على بروتوكول جديد خاص بحماية المناخ، بالإضافة إلى المفاوضات التي ستجرى من أجل الخروج باتفاقية عالمية لحماية المناخ حتى العام 2015. جدير بالذكر أن الترتيبات لاستضافة المؤتمر في الدوحة أصبحت شبه نهائية حيث إن قطر تمتلك بنية التحتية والاستعداد اللازمين لتسلم كافة الدعم اللوجستي لتنظيم هذا الحدث. وأن المؤتمر سيعقد في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، الحائز على شهادة (LEED) من المجلس الأميركي للأبنية الخضراء عن نظام الريادة في تصميمات البيئة والطاقة، كما أنه المبنى الأكثر صداقة للبيئة ومجهز بأحدث وسائل التكنولوجيا وأجهزة الاتصالات التي يمكن أن تتوفر في العالم.