كارثة بيئية تهدد العراق وتتسبب بها إيران من خلال امتناعها عن إطلاق مياه بعض الأنهار، أهمها نهر الوند الممتنعة عن إطلاقه منذ أربع سنوات؛ الأمر الذي أدى إلى إضرار بيئي خطير، كما حوّلت مسارات عدد من روافد نهر دجلة وبناء سدود على ما تبقى منها مما زاد من معاناة سكان المناطق التي تمر بها هذه الأنهار، وتسبب في تدمير حوالي 10بالمائة من الأراضي وتشريد العديد من الأهالي في القرى التي أصابها الجفاف، بالإضافة إلى تراجع الإنتاج لعدد من المحاصيل الزراعية بنسب كبيرة مع تردي جودتها. وكان المركز العالمي للدراسات التنموية قد حذّر من الكارثة التي قد تشهدها محافظات العراق الشرقية والجنوبية إذا استمر الوضع على هذا المنوال. حيث أشار في تقريره إلى أن ضخ إيران لمياه البزل في بعض الأنهار العراقية أدى إلى ارتفاع نسبة الملوحة الأمر الذي أدى إلى موت أنواع كثيرة من السمك وهجرة أنواع عديدة من الطيور والقضاء على المواشي، بالإضافة إلى المساهمة في تغيير المناخ الطبيعي. وأشار التقرير إلى أن نهر دجلة يفقد ما يقرب من 33 مليار متر مكعب من مياهه سنوياً مما يعني وجود كارثة حقيقية وتهديد باندثاره في فترة عشر سنوات. وإلى جانب ذلك فإن إقامة سد (اليسو) الذي تقوم تركيا بإنشائه سيفضي إلى انخفاض منسوب المياه المتدفق إلى العراق بمقدار عشرة مليار متر مكعب سنويا. وبالتالي سيؤدي سد تركيا وما تقوم به إيران إلى انخفاض نسبة المياه العذبة إلى سبعين بالمائة. وكان التقرير قد أشار إلى انخفاض نسبة المياه الصالحة للشرب إلى عشرين بالمائة وتوقعات بانخفاضها إلى أربعين بالمائة إذا لم يكن هناك تحرك سريع من أجل إيقاف هذا التراجع السريع في النسب. كما أن تناقص المياه في كل من دجلة والفرات قد يغّير مناخ المنطقة بأكملها؛ لأن ارتفاع درجة حرارة الأرض في العراق يؤدي بالضرورة إلى اختلاف الضغط وتغيرات مناخية كبيرة. يذكر أن درجات الحرارة قد وصلت إلى أكثر من 50 درجة مئوية وزادت العواصف الترابية بنسبة 30% خلال ثلاثين سنة ماضية مما أدى إلى تصحر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وهو ما أصبح ينذر بانتشار هذه الظاهرة. إن ما تمر به العراق هو بكل المقاييس تغيير لشكل وجه الأرض الأمر الذي يتطلب معالجة سريعة. .وإيجاد حلول تحمي العراق من هذه الكارثة.