تنتشر في المملكة الجمعيات الخيرية التي تساعد الأيتام والفقراء والمحتاجين وتسير على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، فهي صورة من صور العمل الخيري الذي لا ينقطع في المملكة. ومن بين هذه الجمعيات "جمعية بناء"، وهي جمعية خيرية ذات نفع عام بشخصية اعتبارية مستقلة تتمتع بالأهلية الكاملة، وهي تعنى بشئون الأيتام ومَن في حكمهم في المنطقة الشرقية. ونشأت من خلال إحساس أهالي المنطقة وعدد من رجال الأعمال بأهمية رعاية الأيتام، ورغبةً منهم في تنظيم تلك الرعاية عن طريق إنشاء جمعية تعنى بهم وبشئونهم. وتهدف الجمعية إلى تحقيق الكرامة للأيتام وإشباع الحاجات والرغبات لديهم، وتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم لضمان مستقبل أفضل لهم، لأنه بات في غاية الأهمية ضرورة التأكيد على الرعاية الكاملة الشاملة لليتيم. واحتفت الجمعية أخيراً بالتعاون مع فريق الدمام التطوعي "خلونا ندفّيهم" ب(50) يتيما ويتيمة من الأيتام المشمولين برعايتها، وذلك ضمن برنامج "هدية نجاح" الذي ينفذه فريق الدمام التطوعي في موسمه الثالث منذ انطلاقته عام 2010م في كل من الدمام والرياض. وقد تضمن الحفل الذي أُقيم في القاعة الكبرى بمقر الجمعية في الخبر مسابقات ترفيهية وثقافية وشخصيات كرتونية محببة للأطفال وأركاناً متنوعة وتصوير فوتوغرافي فوري، إضافة إلى توزيع هدايا النجاح والوجبات على الأطفال المشاركين بحضور أمهات الأيتام وعدد كبير من المتطوعات. وبأسلوب جديد ومستحدث قام فريق "خلونا ندفيهم" بالتواصل مع إدارة العلاقات العامة والإعلام بالجمعية لتنظيم حفل ترفيهي للأطفال بهدف تحقيق أمنياتهم الصغيرة، ثم تم الإعلان عبر تويتر عن قائمة أسماء الصغار وميولهم، حيث استقبلت الجمعية الهدايا المتبرع بها من أهل الخير وعلى كل هدية اسم اليتيم الذي تخصه. كما يقوم فريق الدمام التابع لحملة "خلونا ندفيهم" بمهامه بشيء من السرعة والإنجاز وحسن التنظيم مما يدل على ما يمتلكه الفريق من قدرة على التخطيط وإدارة الأمور رغم المدة القصيرة لتنظيم الحفل. وقد تفاعل المحسنون من الشباب والفتيات والأسر عبر شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر"، وكانت الهدايا تصل تباعا لمقر الجمعية مغلفة ومرتبة ومسجل عليها اسم اليتيم. وأيضاً حرصت الفتيات اللاتي أوصلن الهدايا للقسم النسائي بأنفسهن على عدم التعرف على هويتهن رغبة في الأجر والثواب من الله. يُذكر أن حملة "خلونا ندفيهم" هي حملة تطوعية رسمية تابعة للندوة العالمية للشباب الإسلامي تتلخص رسالتها في (ما استحق أن يولد مَن عاش لنفسه فقط). ويتعاون فريق الدمام حاليا مع الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالمنطقة الشرقية "بناء"، وتدعم الحملة الفئات المحتاجة في المجتمع. كما تسعى لتحفيز الطاقات الشبابية واستخدامها في الخير منذ انطلاقتها شتاء عام1430ه بهدف توفير كسوة الشتاء للأسر المحتاجة. وقد قررت الحملة الاستمرار في مسيرتها لما وجدته من نتائج فاقت التوقعات، حيث تم إدراج مشاريع تطوعية جديدة وتنويع الفئات المستهدفة مع الإبقاء على شعار الحملة "خلونا ندفيهم" لإيمانهم بأن العطاء والتدفئة لا يقتصر على المادة فقط، بل يشمل الروح لحاجتها لدفء العطاء والدعم والمشاركة الوجدانية.