حول طبيعة التعاطي الأمريكي الرسمي مع التيارات الرسمية الجديدة والمتمثل في أغلب التيارات الإسلامية في المنطقة العربية، قال حسين عبد الحسين المحلل السياسي: إن هناك سياسة كاملة تغيرت منذ وصول أوباما إلى البيت الأبيض، وهناك نظرة أمريكية تغيرت نحو الوضع الإسلامي، حيث أدركت واشنطن أنها أخطأت في أوقات معينة، عندما وضعت كل الإسلاميين في خانة واحدة كما كان في زمن الرئيس جورج بوش. وأضاف أنه تم تحت إدارة الرئيس أوباما عملية إعادة نظر للسياسة الأمريكية ونظرتها للمجموعات الإسلامية، حيث تخلت، بحسب الأدبيات الرسمية لوزارة الخارجية،عن كلمة الإرهاب واستبدلتها بالعنف المتطرف؛ مما يدل على أن هناك محاولة تمييز بين الإسلاميين من قبل الولاياتالمتحدة، والتي باستطاعتها أن تتحاور وتتحالف مع معظم التيارات الإسلامية باستثناء تنظيم القاعدة. كما أشار إلى أن صعود التيار الإسلامي في المنطقة العربية لم يكن بتخطيط الولاياتالمتحدة، فالانتفاضات العربية اندلعت بتحريك داخلي من دون تدخل خارجي، بل على العكس كانت تفضل بقاء حكام دول الربيع العربي، وعلى رأسها مصر، والتي تعد من أبرز حلفاء واشنطن في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن واشنطن قد تعاملت بطريقة علمانية ولا ترى أنها باستطاعتها أن تغير في الأمور بصورة جذرية، وإنما ترى أن السبيل الوحيد هو التعايش مع التيارات القادمة سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية في دول الثورات العربية.