أقرت جيبوتي التي تستضيف أهم القواعد العسكرية الأمريكية والفرنسية في المنطقة أنها تواجه خطر الانتقام من مقاتلين تلاحقهم الدول الغربية التي تستضيفها في حملات تمتد الى دول مجاورة. لكنها ترى إن الخطر محدود. وبدلا من ذلك تشير جيبوتي ذات الموقع الاستراتيجي إلى ما يمثل بالنسبة لها اعتبارا أمنيا أكثر اهمية على المدى الطويل وهو الفقر والبطالة والاضطرابات السياسية في المنطقة وهي عوامل ترى انها تؤدي إلى الفكر المتطرف. وقال الياس موسى دواله وزير الاقتصاد والمالية الجيبوتي خلال زيارة إلى لندن "بالطبع نشعر بالقلق من المخاطر التي يمكن ان يمثلها وجود عسكري وأمني دولي. "نقر بأن ذلك يمثل خطرا علينا فيما يتعلق بالأمن" لكنه أضاف أن مسؤولي الأمن قادرون على الحد من تلك المخاطر. ومضى يقول "لكن المجال الذي ربما يتعين علينا أن نتوخى الحذر منه هو محاربة الفقر والبطالة بين الشبان بشكل ملائم. الإرهابيون سيستغلون ذلك للتلاعب بمن هم في حاجة." وتطل جيبوتي على أحد أكثر المسارات البحرية ازدحاما في العالم في خليج عدن في الجهة المقابلة لليمن المضطرب وتستضيف أكبر قاعدة عسكرية فرنسية في افريقيا إلى جانب قاعدة امريكية رئيسية كما تستخدم قوات بحرية أجنبية ميناء جيبوتي في حراسة ممرات الشحن المزدحمة قبالة الصومال لمحاربة القرصنة. وفي ديسمبر بدأت جيبوتي المساهمة بجنود في قوة الاتحاد الافريقي في الصومال لمحاربة حركة الشباب التي تحاول الإطاحة بالحكومة الانتقالية الهشة. وتوعدت حركة الشباب المرتبطة بالقاعدة بشن هجمات انتقامية على الدول الافريقية المشاركة في القوة. لكن دواله الموجود في لندن لاجراء محادثات مع مسؤولين بريطانيين لمح إلى أن أي مخاطر أمنية من جانب المتشددين هي تحت السيطرة. وقال "لا أعتقد أن الإرهابيين سيهاجمون مباشرة المعسكر الأمريكي أو القاعدة الفرنسية... بل سيهاجمون أبناء جيبوتي الضعفاء ومصالح جيبوتي لكن الناس المسؤولين عن تلك المسألة ينسقون جهودهم جيدا للحد من المخاطر." وقال دواله إن عدم وجود تكامل اقتصادي في المنطقة هو عثرة أهم على المدى الطويل أمام النمو الاقتصادي واستقرار المنطقة.