يسعى القائمون على التكنولوجيا إلى تحويل ما كان يعتقد بالماضي أنه درب من دروب الخيال إلى حقيقة على أرض الواقع، حيث إن سيارة "Terrafugia" الطائرة أصبحت أقرب إلى التحقق من كونها أمراً من الخيال العلمي، واقتربت كثيراً من الانطلاق الفعلي على الطرقات. وقد أنهت السيارة الطائرة أولى جولات رحلاتها التجريبية للحصول على تصديق الإدارة الأمريكية الفدرالية لاختبارات الطيران، ومن المقرر أن تقوم بأربع جولات أخرى لاستكمال جميع خطوات التصديق، وقد تم الاختبار في مطار بلتسبور الدولي في نيويورك، وتعد هذه التجربة خطوة صغيرة نحو عالم السيارات الطائرة التي جاءت في الأفلام الخيالية منذ سنوات طويلة، وكان من المفترض بدء عمليات بيع هذه السيارة الطائرة بنهاية العام الجاري بتكلفة تقل عن 200.000 دولار، إلا أن السعر تضخم ليصل إلى حوالي 279.000 دولار مما عطل مشروع تسليمها إلى مشتريها. وفي ذات السياق يسعى بعض الباحثين والعلماء إلى تصنيع سيارة طائرة، وقد خصص الاتحاد الأوروبي مبلغ 4.3 مليون يورو لإجراء البحوث اللازمة حول إنتاج النموذج الأول من السيارة الطائرة التي يشارك في مشروع تصنيعها جامعة ليفربول البريطانية إلى جانب معهد ماكس بلانك الألماني، والجامعة البولتيكنيكية في لوزان، وجامعة زيوريخ في سويسرا، إضافة إلى مركز الأبحاث الفضائية الألماني وحتى عام 2016 ينبغي أن يكون النموذج الأول من السيارة الطائرة قابلاً للتنفيذ أمام شركات الإنتاج، وأن يتوافر بكميات كافية للسوق، إذ لا يمكن خفض سعر بيع المفرد من السيارة الطائرة إلى حد مقبول، مقارنة بالسيارات، ما لم يجر إنتاجها بكميات كافية للسوق. وكمثل فإن بعض نماذج «السيارات الطائرة» (ذات الأجنحة القابلة للطي) في الولاياتالمتحدة تباع بسعر ربع مليون دولار بسبب إنتاجها الفردي، فالإنتاج بكميات كبيرة كفيل بخفض سعر السيارة الطائرة إلى 50 - 70 ألف يورو في المرحلة الأولى. والهدف من المشروع الذي يقوم بالعمل عليه الباحث الألماني هاينريش بولهوف، من معهد «ماكس بلانك» الألماني لعلوم الحركة والضغط هو تمكين كل فرد في المجتمع من الطيران بسلامة، ومن دون أضرار على البيئة، في شوارع معلقة في كل الاتجاهات. ومن أهم المزايا التي من المفترض أن تتوافر في سيارة المستقبل الطائرة أنها لن تتعرض إلى الحوادث بسهولة بحكم الفضاء الواسع للشوارع الهوائية قياساً بشوارع المدن الضيقة، كما أنها مزودة بنظام أمني كامل لتجنب الارتطام بالأبنية والحواجز والسيارات الأخرى، ثم إن تصميمها للتحرك في كل الاتجاهات والزوايا لا يمكن مقارنته بتصميم الشوارع الأرضية، حيث تنحصر حركة السيارة بالاتجاهات الأربعة فقط تقريباً. وهذا يعني أن الخبراء سيزودون سيارة المستقبل الطائرة بسائق إلكتروني، وبملاح إلكتروني، وأجهزة استشعار أمنية، تتيح للإنسان قيادتها بسهولة وأمان، وعلى هذا الأساس فإن الطيار الآلي سينتزع المبادرة من يد الإنسان حال حصول حادث استثنائي قد يعرض حياة البشر، وأمن الشوارع إلى الخطر، وسيزود العلماء السيارة الطائرة بمقود يتيح للإنسان التمتع يدوياً بقيادة السيارة الطائرة، لكنه لا يستجيب له عند حصول طارئ. كما أن القائمين على تصنيعها يسعون لحل مشاكل الضجيج الصادر عن المحركات، إذ ينبغي أن تكون «هامسة» قياساً بضجيج السيارات التقليدية وصوت احتكاك العجلات بالأرض. وعلى صعيد السيارات العادية وبعيداً عن السيارات الطائرة أعلنت شركة "بيجو سيتروين" عن خطتها لتصنيع موديل جديد من سياراتها البيجو 408، بالتعاون مع شركة ميتسوبيشى في شركتهم المشتركة في روسيا باستثمار 550 مليون يورو، وذلك لتلبية زيادة الطلب في الأسواق الصاعدة، كما تخطط الشركة لزيادة كفاءتها الإنتاجية في هذا المصنع، لتصل إلى 125 ألف سيارة سنوياً مقارنة ب 85 ألف سيارة في العام الماضي، علماً بأن حصة بيجو سيتروين في هذا المصنع حوالي 70% وميتسوبيشى 30%. كما أطلقت شركة 'ماكلارين أوتوموتيف‘ سيارة من طراز 12" سي سبايدر "(12C Spider) ) ضمن عائلة 'إم بي 4-12 سي‘. ويتميّز هذا الطراز عبر محرّكه خفيف الوزن والقوي والذي يولّد قوّة عالية تبلغ 616 حصاناً، ونظام السقف الصلب الموضّب (RHT) الذي يمكن تشغيله أثناء السير، وشاسيه الخلية الأحادية من ألياف الكربون المشابه لذلك التي يشتمل عليه طراز '12 سي‘ الأول .