ارتبطت النجومية في أغلب الأوقات بعالم الفن والسينما والغناء والرياضة، ولكن تمكن العديد من الكُتاب والأدباء والمفكرين العرب من الدخول في ذلك العالم بعد أن تمتعوا بجماهيرية عريضة بأعمالهم الأدبية المختلفة التي تعدت حدود وطنهم لتملأ العالم بأكمله. واستغل البعض ما حققه من شهرة للدخول في مجال الإعلام وتقديم البرامج التي تعبر بشكل أفضل عن أفكارهم وأعمالهم. فهناك العديد من الأدباء العرب الذين حققوا نجاحا ملموساً ودخلوا في عالم النجومية رغم النظرية التي سادت العالم العربي بتدني نسبة القراءة، كالشاعرين الراحلين محمود درويش ونزار قباني، فتمكن السوري نزار قباني من إدخال الشعر إلى كافة البيوت العربية، فشكّل بذلك ظاهرة إبداعية استثنائية، وحظيت أعماله على شعبية وجماهيرية عريضة حتى إن لقاءاته الشعرية كانت تحظى بنسب حضور متقاربة مع نسب حضور الجماهير لكرة القدم، وظلت أعماله محفورة في قلوب العديد من العرب حتى بعد مماته لدرجة أن بعض المغنيين قاموا بتحويل أبياته الشعرية إلى أغاني عربية مميزة. وتمكن الفلسطيني محمود درويش من الوصول إلى عالم النجومية، والدليل على ذلك الحضور الكثيف الذي شهدته الأيام التي سبقت مرضه في إستاد بيروت الذي احتوى على 25 ألف شخص للاستماع إلى إلقائه وقراءاته الشعرية المختلفة. كما تمكنت الشاعرة الجزائرية أحلام مستغانمي من اقتحام قلوب العديد من خلال قصائدها وأشعارها المعبرة عن الحياة الواقعية، وتمكنت من تحقيق نجومية وشهرة منذ تأليف روايتها "ذاكرة الجسد" عام 1993 التي دخلت ضمن أفضل مائة رواية عربية. وفي عام 2010 تم تمثيلها في مسلسل سمي بنفس اسم الرواية للمخرج نجدة أنزور. وزادت نجوميتها بعد تأليفها رواية "نسيان" التي اعتبرتها العديد من الفتيات سردا لحياتهن وتجاربهن المختلفة. وبعد أن حقق الشاعر فاروق جويدة نجاحا ملموساً في مجال الشعر في كافة ألوانه ابتداءً من القصيدة العمودية وانتهاءً بالشعر المسرحي، استغل شعبيته في تقديم برنامج أسبوعي باسم "مع فاروق جويدة" ليطرح فيه آراءه ووجهات نظره تجاه القضايا المثارة على الساحة حالياً، ويختتم البرنامج في كل حلقة بإلقاء بيت شعري يتناسب وطبيعة القضية التي يتناولها. والكاتب السعودي جمال خاشقجي الذي بدأ طريقه كصحفي صغير ثم دخل عالم الشهرة بكتاباته القوية، حتى أصبح المدير العام لقناة العرب الإخبارية. والكاتب المصري الساخر بلال فضل، الذي تمكن من جذب الأنظار إليه وإلى كتاباته التي تجمع بين السياسة والكوميديا، وقدم برنامجاً ثقافياً باسم "عصير الكتب" الذي حاول من خلاله القضاء على ظاهرة ضعف وتدني الإقبال على القراءة، من خلال تقديم ملخص للكتب المختلفة. وغير ذلك من الأسماء العديدة التي لا حصر لها على مستوى العالم العربي، والتي بدأت طريقها بعيداً عن الشهرة، حتى حققت بأعمالها نجومية لا مثيل لها، وأثبتت للجميع أن مجال الأدب والثقافة مازال يتمتع بشعبية كبيرة ولازال يوجد العديد من المهتمين بألوان الأدب المختلفة، وهدفنا هم ذلك النجوم الذين بحثوا عن الأعمال الجيدة قبل الشهرة وليس العكس كما يفعل البعض الآن.