بدأت الإجازة الصيفية والكل يبحث له مكان خاص،مخرج يتجه به نحوالممنوع المرغوب. أثناء العام الدراسي تجد صعوبة في المحافظة على الراتب،أو حتى بقاء جزء بسيط منه للاحتفال بآخر الشهر، ولا أعلم لماذا؟ رغم أن كل الأمور مرتبة ومنسقة، من أول الوجبات الغذائية، إلى القيمة الشرائية لتمويل المنزل الشهري. في الإجازة الصيفية تجد عجب العجاب، من كان يشكو من قلة الراتب، من الأقساط، والقروض، تجده وبقدرة قادر يخطط للسفر خارج المملكة؟ حين تسأله يقول لك وبكل براءة البلد الفلاني رخيص، رخيص!! إذا كانت عملتهم أقل من عملتنا، ومبلغ بسيط من الريالات السعودية يجعلنا ملوك عندهم، هل أيضاً تذاكر السفر رخيصة؟ السفر بالسيارة غير مكلف؟ يقضون أسبوع أو أسبوعان خارج المملكة بمبلغ يقدر مبدئياً بثلاث آلاف ريال سعودي. والعجيب في الأمر أن معظم المسافرين، يبحثون عن الشقة أولاً والأكل ثانياً والترفية والتسلية ثالثاً. يعودون لنا وهم لا يحملون إلا صوراً في ملاهي كذا، في حديقة كذا، في قرية كذا. أين حضارة البلد! أين تطورها! ما هو تراثها! ما ثقافة شعوبهم! أين الأماكن الأثرية أو السياحية فيها! غير مهم، الأهم أننا عدنا من البلد الفلاني، وجواز سفرنا يحمل دمغة تأكد أننا غادرنا المملكة. السؤال الأبسط،هل المملكة تفتقر لمثل هذه المناطق السياحية،الإجابة وبكل سهولة،لا. إذاً، يقال أن الشقق المفروشة غالية في المدن السياحية، رغم أن الكثير منها يكون بمبلغ بسيط لا يتجاوز المائتان أو إضافة خمسمائة عليها، بينما خارج المملكة تكون ثلاثمائة أو أربع مائة من الريالات. في المملكة وضع في كل مدينة مكتب سياحي، وظيفة هذا المكتب إمداد السائح بخرائط تفصيلية عن الأماكن السياحية ومخطط سهمي للاماكن العامة والمرافق التي قد يحتاجها السائح وكتيب عن المدينة يجد فيه السائح كل ما يريد معرفته عن هذه المدينة بما فيها العادات والتقاليد والمأكولات التي تشتهر بها والقصائد التي قيلت عن هذه المدينة والقبائل التي تقطن فيها منذ آلاف السنين. كم من المسافرين يجهلون هذه المكاتب وخدماتها، كثيرا ممن رأيت، وسمعت، وتحدثت معهم عن مدينتي الطائف، عروس المصائف يجهل تماما أن الطائف جنة الله في أرضه. الكثير من المصطافين لا يعرفون إلا الشفا والهدا فقط، رغم أن الطائف تشبه إلى حد كبير رحلة بحرية إلى جزر مكتظة بالأحياء البحرية وجمالها لا يقتصر على ما فوق هذه الجزر بل إلى ما تحت مياهها من شعب مرجانية وأحياء بحرية تنتظر عشاقها. لأنها مدينتي اخبرهم عن المناطق السياحية أكانت حدائق، العاب، أماكن، تراث، قرى، مزارع، تخيم، أسواق، مساجد، مطاعم. اخبرهم أن لدينا مسرح صيفي، وأمسيات شعرية، فنحن موطن الأدب، ومعظم مطربينا أو كتابنا أو شعرائنا كانت الطائف هي الأرض الخصبة التي احتضنتهم في البداية. استغرب قولهم ما شفنا شيء، وهل بحثتم لتجدوا؟ هنا السؤال! والإجابة لديهم. وقفة: إذا سافرت خارج المملكة أو داخلها وعدت لي ببعض الصور الجميلة لمواقع لا تتعدى حدائق وأسواق والعاب فلا تقل إني سافرت لان السفر ثقافة في حد ذاته إذا لم تتعرف على المنطقة وتاريخها وتراثها وحضارتها فأنت لم تسافر ولن تسافر يوما ما فالتغير الذي لا يكسبني معرفة ليس بتغير. [email protected] قاصة سعودية