ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس رياء والإخلاص أن يعافيك الله منهما .هذه هي معادلة الاخلاص الهامة غياب رؤية الخلق وطلب رضا الحق لأن أساس قبول الأعمال الإخلاص فإذا خلت الاعمال منه صارت مجرد رسوم وحركات وصور وأشكال .فالإخلاص لب العبادة وروحها وسرها وأساس قبولها أو ردها ومحله القلب ومعلوم أن القلب محل نظر الرب وليس الصورة والجسد .قال الله تعالى : " هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور " . الملك _ 2وتقرر هذه الآية حقيقة لا مناص منها وهي تقديم الموت على الحياة لأن الله تعالى كتب علينا الموت في الدنيا والحياة في الآخرة . وفي الحديث النبوي الشريف عن أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه " . رواه البخاري ومسلم ومن عظيم شأن الإخلاص وأهميته أنه يبلغ بك أيها العبد منازلاً وتُمنح به أجراً مباركاً بمجرد صدقك النية وتجردك من شوائب الدنيا وإمتلاء نفسك بالإخلاص لله تعالى ، حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما رجع من غزوة تبوك قال : " إن بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ، ولا قطعتم وادياً ، إلا كانوا معكم " قالوا يا رسول الله : وهم بالمدينة ؟ قال : " وهم بالمدينة ، حبسهم العذر " . رواه البخاري فالإخلاص يمنحك قوة وطاقة ولذة لا يجدها فاقده ، لأنك بالإخلاص تعمل لله تعالى الباقي الذي لا يزول والشاهد الذي لا يغيب والواحد الذي لا شريك له فهذا العمل سيبقى لأنه عُمل لله الحي الذي لا يموت قال تعالى : " كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه تُرجعون " . القصص _ 88 كل من عمل لغير الله سيذهب عمله بزواله ويا لها من فاجعة حينما يُحبط العمل ويتلاشي من عُمل لأجله ؟ . فالعلم بذر والعمل زرع والإخلاص ماؤه ومن هنا تبرز أهمية الركائز الثلاث التي أعمالنا تتفاوت فيها تفاوتاً بيناً . فكل من عمل عملاً لم يبتغِ به وجه تعالى فقد عبث به الشيطان وضيع عليه فرصة القبول والتقرب الى الله ؟ . فاجعل الاخلاص يروي جذور وأغصان نبتك الطيب. فجاهد نفسك للوصول الى الإخلاص فمعية الله تعالى معك قال سبحانه وتعالى : " والذين جاهدوا فينا لنهدينَهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين " . العنكبوت .