في خضم النقلة الحضارية المعمارية الكبرى التي تشهدها مدينة جدة في إقامة كباري وتعبيد طرق وإنشاء مرافق حيوية لتسهيل أمور المواطن يظل هناك مرفق مهم تتعلق إجراءاته بمصلحة الوطن والمواطن على حد سواء لم يشمله هذا التطور الحضاري المستجد رغم تهالك بنيانه وتآكل جدرانه وقلة تواجد مرافق الوضوء وبيت الخلاء قياساً للأعداد الهائلة التي ترتاد هذا المكان الذي مضى على إقامته في هذا الموقع ما يقارب الخمسين عاماً ناهيك عن عدم وجود مواقف لسيارة من يريد إنجاز معاملته في هذا الموقع وأعني به مقر إدارة الجوازات والجنسية الرئيسي الكائن موقعه بوسط البلد بمحازاة حي الكندرة الذي لا يدخله أي مراجع إلا ويشعر بالاحباط النفسي وما يشاهد من تكدس جماعي أمام جهاز ما يسمى "أبشر" المتواجد وحده لا غير وغير القادر على إنجاز شؤون المراجعين الذين يقدر عددهم بالمئات دون وجود من يساعد هؤلاء المراجعين لإنجاز حوائجهم حيث إن الأكثرية منهم لم يتعاملوا مع هذا الجهاز الحديث من قبل. خلافاً عما كانت عليه هذه الإدارة في الزمن السابق إبان عهد طيب الذكر "الفريق أسعد عبدالكريم" الذي كان يقوم بنفسه بجولات تفتيشية مباغتة للتعرف على سير العمل في هذا المرفق المهم حتى أصبحت الإنجازات في هذا المرفق محل تقدير وحديث المجالس.نأمل من المسؤولين عن هذا المرفق الذي أنشئ لمصلحة معيشة المواطن والمقيم الذين هم محط اهتمام ولاة الأمر في هذا البلد أن يعيدوا لنا ذكرى تلك الأيام السابقة التي تسمى بالعصر الذهبي وهم بلا شك قادرون على ذلك مع إعادة النظر في صلاحية هذا الموقع الذي أصبح وجوده لا يتلاءم مع ما نعيشه من تقدم حضاري. والله ولي التوفيق. عضو النادي الأدبي بجدة