حدّثني أحد أولياء الأمور بأن أفراد العائلة والتي تتكون من 14 فردًا مصابون جميعهم بداء السكري وهو في قلق وخوف دائمين.وطالما تحدثنا عن السكري فإن السمنة كذلك من الأمراض الشائعة والمنتشرة بين أبنائنا وبناتنا، وأُجريت دراسة مؤخرًا بمدارس قطر أوضحت أن 40% من الطلاب مصابون بالبدانة وهي من الأسباب الرئيسية التي تؤدي للإصابة بالسكري .وللأسف فإن هناك من الشباب من لم يتجاوزوا العشرين من العمر لديهم سمنة مُفرطة وبالتالي فهم مُعرّضون للإصابة بأمراض كثيرة، كما أن هناك وللأسف أيضًا من الشباب من يقومون بعمليات الربط والتكميم وغيرها من هذه العمليات التي بدأت تنتشر في أيامنا هذه. وأكدت دراسة نشرت نتائجها مؤخرًا أن ارتفاع معدلات البدانة في معظم دول العالم يعود إلى تمضية فترات طويلة أمام التلفزيون أو الكمبيوتر، وتقول الإحصاءات إن هناك رجلاً من بين كل ثمانية رجال وهناك امرأة من بين كل ست نساء يُعانون من البدانة المُفرطة، كما أن ثلث النساء وأكثر من ربع الرجال يعانون من زيادة الوزن، وأوضحت الدراسة أنه من 10% إلى 20% فقط من الناس لديهم أعمال حيوية، بينما يقضي الباقون أوقاتهم أمام الكمبيوتر أو وسائل الاتصال الحديثة. فقد نجد معظم السيدات يبرّرن عدم ممارسة الرياضة لضيق الوقت والانشغال وعدم القدرة على الذهاب لنادٍ رياضي، ولكن كل هذه المبررات تبدّدت اليوم بعد انتشار البرامج والأندية والأجهزة الرياضية التي لا تحتاج إلا لبعض الوقت لممارستها. أما أطفالنا وطلاب المدارس فللأسف تركناهم ولم نلتفت لهم، فالأكلات السريعة الدسمة وعدم اتباع النظام الغذائي المنزلي وقلة الوعي الصحي لدى العائلات كلها أدت إلى ازدياد نسبة الإصابة بالسمنة عند هؤلاء، ما يُنذر بمؤشر خطير قادم إذا لم نعي ونتدارك ونتحمّل مسؤوليتهم. إن السمنة مرض خطير وليس ببسيط، بل يعتبر من الأمراض الخطيرة في عصرنا الحديث، وقد تؤدي السمنة أو البدانة إلى أمراض أخرى كالقلب والموت المفاجئ والارتفاع في نسبة الكوليسترول والدهون .