وطن يسكننا نسكنه نعشقه حد الموت .. ونردده ألحاناً وتراتيل بأجمل صوت . فلقد تبسم الصبح الجميل بعد ليل سرمدي طويل كانت تعيشه هذه البلاد في فترة من أسوأ فتراتها من التمزق والتفرق والشتات , من الحروب والفتن من الخوف والفقر والجهل والمرض . نعم لقد تبسم فجر بلادنا بإشراقة شمس الحياة النابضة بالخير والعطاء عندما جاء الموحد العظيم الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - بعزيمة الأفذاذ من الرجال وهمة العظماء من الأبطال مستعيناً بالله مستضيئاً بكتابه وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام . حاملاً هم توحيدها وإنقاذها من واقعها المرير , حريصاً على إسعاد أهلها الذين مدّ لهم يديه بالعطاء فمدّوا له أيديهم بالوفاء مبايعين ومعاهدين , لينجلي بعد ذلك ليل الشقاء والعناء , عندما أعلن حربه على الثالوث البغيض (الجهل والجوع والمرض)،فحقق نصراً مؤزراً يسجله التاريخ بمداد من ذهب . فقد تأسست هذه الدولة الفتية المملكة العربية السعودية التي تمثل أعظم وحدة في التاريخ المعاصر .. قامت على ركائز قوية ومبادئ سامية التزم بها ملوك هذه الدولة منذ عهد المؤسس مروراً بعهود أبنائه الملوك البررة ( سعود وفيصل وخالد وفهد،يرحمهم الله، حتى عهد الملك عبد الله،يحفظه الله ) فأصبحت في وضع طليعي بين كثير من دول العالم بفضل الله ثم بفضل القيادات الموفقة التي ارتقت بها في عقود قليلة إلى أرقى المستويات بين الدول في أكثر المجالات وتحقق لها الكثير من النعم والخيرات . لعل أهمها نعمة الأمن والاستقرار والرفاه الذي نعيشه واقعاً جميلاً بفضل الله ثم بفضل قيادتنا الحكيمة التي اتخذت القرآن الكريم والسنة المطهرة دستوراً ومنهاج حياة واتبعت سياسة متزنة في التعامل الخارجي وأسلوباً حكيماً في العمل الداخلي . حيث احتلت المملكة مكانة سامقة بين دول العالم المتحضر بما حققته من معدلات عالية في التنمية بكافة جوانبها وما تملكه أيضا من المكاسب والمقدرات . فتهيأت لنا الإنجازات الرائعة - بفضل الله تعالى - في الوقت الذي نشاهد فيه دولاً قريبة منا وأخرى بعيدة عنا تعصف بها الرياح العاتية والأمواج المتلاطمة من الاضطرابات والفتن والمشكلات وكثرة الحاجات . مما يستوجب منا أن نكثر من الحمد لله على ما نحن فيه وأن نزيد من التفافنا حول قيادتنا دعماً ومساندة وعملاً دؤوباً وعطاءً صادقاً وتماسكاً قوياً للوقوف صفاً واحداً بل يداً واحدة في وجوه الحاقدين والطامعين والمتربصين , لنجعل من بلادنا المقدسة قلعة تتهاوى أمامها كل التحديات . ولعل هذه المناسبة المجيدة توجب علينا أن نستحضر ماضينا التليد وأمجادنا الخالدة ونتطلع للمستقبل البهي وأن نفخر بحاضرنا المشرق في هذا العصر الزاهر في ظل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن نشارك في التنمية الوطنية بوعي واقتدار لترتقي بلادنا مدارج الرقي والتقدم والتطور في كل مناحي الحياة . وفي ذكرى هذا اليوم الجميل تشرئب نفوسنا جميعاً لتعانق وطننا الحبيب بخصائصه الفريدة , مما يدعونا لأن نعلن عظيم حبنا وصادق ولائنا وانتمائنا لوطننا الغالي وقيادتنا الرشيدة ونعبر بصدق عن فخرنا واعتزازنا بوطننا الطاهر , مهبط الوحي ومثوى الرسول - عليه السلام - ومأرز الإيمان , فهو وطن ليس ككل الأوطان ! وطن العز والشموخ ومنبع الإباء وأرض الأمجاد . وستظل يا وطننا الحبيب عزيزاً شامخاً على مر الدهور , وتاجاً مرصعاً بالدين والأمن , مزداناً بالقيم والمبادئ والأخلاق وستظل تعيش في قلوبنا وبين حنايانا , نحملك في أحداقنا نعمل من أجلك ما بقينا وندافع عنك بأغلى ما لدينا يا أعز الأوطان.