يبدو ان المواطن الفلسطيني وحتى العربي يوارب الباب بعيدا عن المشهد الفلسطيني,وخاصة قلبه الاقصى ,الذي يتعرض لهجومات متكررة يقوم بها المستوطنين واليهود الصهاينة المحتلين للقدس وما حوله يوميا, وبدعم وحماية من الحكومة التي يراسها نتن ياهو, والذي بدوره يخادع العالم على طاولة المفاوضات طالبا للسلام حسب زعمه. لم تعد افعال زعماء التطرف الصهيوني مجرد ردود فعل هنا وهناك, للتعبير عن مواقف انية لمناسبات تخص الاجندة الاحتفالية اليهودية في فلسطينالمحتلة ,بل تعدتها الى ابعد من ذلك بكثير,حيث اصبحت الزيارات المتكررة كمقياس اختباري لاستشعار ردود الفعل العربية والاسلامية وحتى الفلسطينية على اي اجراء فعلي صهيوني يخص الاقصى و التغيير الفعلي لبناء ما يسمى الهيكل المزعوم بجوار الاقصى, وهذا ما تقوم به المجموعات اليهودية بدعم وتشجيع من الحكومة الاسرائيلية, التي كما يبدو تريد فرض الامر الواقع واستباق اي تفاهمات قد تستجد على طاولة المفاوضات بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني,وبالتالي خلق ازمة اخرى تنضاف الى قائمة الازمات المزمنة والمستفحلة في مسيرة المفاوضات, التي لم تحقق اي تقدم منذ اوسلو وحتى الان . ومن الملفت للنظر والعقل ايضا, ان اسرائيل تستغل احداث وانشغالات العرب والعالم بما يجري في الشرق وخاصة في سوريا وتداعيات الازمة المتدحرجة الى الهاوية قبل فوات الوقت, حتى تنفذ مخططها العدواني على معالم الاقصى, وتدق مسمار جحا في نعش العاصمة الفلسطينية المفترضة وفق التاريخ والمنطق والحق ,غير ان المفارقة العجيبة التي تجعلنا نتسال بعمق عن تغاضي المعنيين بمكانة الاقصى الروحية والتاريخية والعقائدية وما يعنيه عند الله في بدايات التكوين ونهايات المشهد الكوني للعالم؟. وما يلاقيه الساكنين حوله وفي اكنافه ,من ويلات العدوان الصهيوني اليومية على ايدي غلاة الصهيونية واتباعهم وتحت نظر الحكومة والجيش والشرطة, ونظر العالم اجمع ,مما يعني ان اسرائيل مرتاحة الى ابعد حد في استغلالها للزمن الضاغط على انفاس الفلسطينيين ,بعد الذي يحدث للعرب من متغيرات اعادت القضية الفلسطينية, الى ادنى سلم اهتماماتهم وخاصة الشعوب العربية والاسلامية والمسيحية, التي تمر مرور الكرام على قضية الاقصى وما حوله وما يحاك من خطط جغراسياسية لتغيير وشطب, بل والغاء المعالم الروحية والتاريخية للاقصى, وما حوته المدينة المقدسة من معاني ورموز مقدسة للانسانية جمعاء عبر آاف السنين . ان الذي يجري في القدس ,هو تهويد يهودي صهيوني متدحرج ومتدرج وسلس ومتسارع في هذه الايام استغلالا للوقت, والفوضى العارمة في المنطقة وتاكيدا على ضعف وهوان العرب, الذين ينظرون بعين الشفقة على اولى القبلتين وهو ينتهك ,مسرى النبي العربي وهو يهدم وعلى ارض المحشر والمنشر وهي تصادر ويعتدى على اهلها في وضح النهار ويمنع المصلين المؤمنين من التعبد في ارجاء اكنافه وساحاته ,التي جعلها الله امنا وسلاما للعاكفين ؟ طوعا او كرها تعمل اسرائيل بالتعاون مع المستوطنين والمنظمات الصهيونية واشخاصا وجماعات, للتخفي وراء مشاريع بدا تنفيذها بجانب الاقصى, ومن جهة حارة المغاربة ومن ابواب ساحاته لتنفيذ مخططاتهم التلمودية, القائمة على الاسطورة اليهودية والكهانة التلمودية المضلله للعقول والتاريخ وفق بروتوكولات دعوية, تحكمها نفسيات لاهوتية مخادعه تفترض تبني اوهاما مرضية كتبها غلاة متطرفين,يعرفون انهم من المغضوب عليهم الا انهم يستغلون هوان ووهن الاخرين, حتى يبنوا خرافاتهم التي يرمزون اليها بالهيكل على ارض وتخوم عربية اسلامية مسيحية فلسطينية منذ الاف السنين ... ما يجري للقدس هو حرب اباده للتاريخ والمراجع الروحية وانتهاك للعقائد ودعوة لاعلان النفير, وامام مشهد القيامة الدنيوي الحاصل في الشرق العربي ,هل مازلنا نرتقب الاغيار على صهوات وحوشهم الحديدية المرعبة ليخلصونا من اوهام عقولنا , ويرجعون اوطاننا ونتعايش بامان وسلام مع غزاة, لا يؤمنون الا بالقوة, وفرض الامر الواقع بالاذلال والقمع والالغاء والنفي والطرد واقامة كيانهم على نقيض حياتنا على ارضنا منذ الاف السنين؟ .إن الذي يحدث للاقصى هو ناقوس خطر بدا يقرع ويدق ويستشعركم الخطر الداهم.