لم يكن موقف المملكة العربية السعودية بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه تجاه الشقيقة العزيزة مصر مفاجئاً.. نظرا لما تتمتع به القيادة السعودية بالحكمة وحسن البصر والبصيرة وحرصها الدائم على تماسك الامة الاسلامية والعربية والدفاع المتواصل عن الاسلام الوسطي ومحاربة مقاومة كل مظاهر التطرف والجنوح وكل فكر هدام يسعى في الأرض فسادا. الموقف السعودي تجاه شعب مصر المخلص الوفي هو موقف يؤكد ثبات الكلمة والموقف لدى المملكة وقادة وحكومة وشعبا على المبادئ الاسلامية الراسخة في عقل ووجدان كل ابناء المجتمع السعودي في الوقوف دائما مع الحق والعدل والمساهمة الايجابية في دعم الهدوء والاستقرار في كل المجتمعات العربية والاسلامية بصفة عامة، وفي جمهورية مصر العربية بصفة خاصة. لان مصر هي قلب الامة العربية والمملكة تدرك ذلك جيدا.. ولذلك كانت مصر بحاجة ماسة وسريعة الى دعم شقيقاتها في دول الخليج بقيادة المملكة لمواجهة الازمة التي احلت بها والمخاطر التي تحدق بالمجتمع المصري.. ولذلك تحركت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين في كل الاتجاهات على المستويين الاقتصادي والسياسي، فكان دورها واضحا وصريحا وقويا ساهم بفاعلية في دعم الموقف المصري ودعم رغبة الشعب المصري في استعادة ارادته التي سلبت منه وبالتالي استعادة الاستقرار من خلال الجهود الكبيرة التي بذلتها الدبلوماسية السعودية بقيادة سمو وزير الخارجية الامير سعود الفيصل لدعم الجهود الدولية للموقف المصري.. وكان لهذه الجهود السعودية دور فاعل في تفهم الدول الاوروبية والعالم الخارجي لما حدث من ثورة شعب في مصر خرج فيها اكثر من 30 مليون مواطن يطلبون فيها استعادة الارادة الوطنية والحفاظ على الهوية التي كادت ان تتغير لولا اصرار وعزيمة الشعب المصري على الدفاع المستميت عن هويته الاسلامية الوسطية والثقافية والحضارية والعربية. ان مصر التي ذكرها المولى عز وجل في كتابه الحكيم في اكثر من موضع تستحق من ابنائها ومن كل الشعوب الاسلامية والعربية بل وكل شعوب العالم الباحثة عن الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ان تقف مع هذا الشعب العظيم الذي تحمل الكثير والكثير ليحافظ على هويته الاسلامية والعربية.إن اصدقائي واشقائي المصريين الذين يتحدثون معي يؤكدون ان ما قامت به المملكة قيادة وشعبا ليس غريباً على ابناء المملكة ومحبتهم لمصر والمصريين ولن ينساه ابناء المحروسة ولن ينساه التاريخ بل سيسجله بأحرف ذهبية.. احرف من نور.. وستبقى العلاقة الوطيدة بين المملكة ومصر.. علاقة ازلية مضمونها الحب والاحترام المتبادلين. واخيرا.. اود التأكيد على ان المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين لا تتخلى ابدا عن دورها الاسلامي والوطني والعروبي تجاه الاشقاء في كل مكان فما بالك بمصر قلب الامة النابض وشعبها الذي هب وانتفض لاستعادة ارادته وحريته وكرامته وهاهو يقف جنبا الى جنب مع مؤسساته لمواجهة العنف والتطرف والارهاب.. وبالتأكيد سينجح لانه على حق وسيندحر الباطل الى غير رجعة.