يدخل الإنسان في الإسلام بعد أن يشهد أن "لا إله إلا الله" وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم. ومعنى شهادة أن لا إله إلا الله الاعتقاد والاقرار أنه لا يستحق (العبادة) الا الله ولا معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى والالتزام والعمل به أي لا مبعود بحق إلا الله. ومعنى شهادة أن محمداً عبده ورسوله الاعتراف باطناً وظاهراً أن محمداً عبدالله ورسوله إلى كافة الناس والعمل به من طاعته فيما أمر وتصديق فيما أخبره واجتناب ما نهى عنه وزجر وألا يعبد الله إلا بما شرع الله وبلغ. ومعنى "عبده" اثبات أن محمداً بشر مخلوق كخلق البشر فلا يجوز الافراط في حقه والغلو فيه فهو أكمل الخلق عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم خلقاً وخلقاً قال تعالى في محكم التنزيل : "قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فيعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا" سورة الكهف آية 11 ومعنى "رسوله" اثبات أنه عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم رسول الله بعث إلى الناس كافة بالدعوة إلى الله بشيراً نذيراً. والصيام في شهر رمضان تعبد لله سبحانه وتعالى بالإمتناع بنية - أكرر - بنية عن الأكل والشرب والجماع وعن سائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. اختص الله سبحانه وتعالى لنفسه الصيام من سائر الأعمال لانه سر بين الإنسان المسلم وربه لا يطلع عليه إلا الله تعالى فقد يستطيع الانسان أن يأكل في مكان لا يراه أحد لكن الصائم لا يأكل لأنه يعلم أن له رباً مطلعاً عليه، وقد حرم عليه الأكل والشرب وهو صائم فيترك الاكل خوفاً من عقابه سبحانه وتعالى ورغبة في التوبة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جُنة ، فاذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فان سابه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وللصائم فرحتان يفرحهما إذا فطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه". ودعوة الصائم لا ترد حتى يفطر فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا ترد دعوتهم : الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين" رواه أحمد والترمزي وابن ماجه. ومن فطر صائماً له أجر عظيم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً" رواه الترمزي وابن ماجه. امتن الله تعالى المسلم في شهر رمضان المبارك بالتزود بالأعمال الصالحات وجعل المغفرة والعتق من النار لمن صامه نهاراً وقامه ليلاً ايماناً واحتساباً فيجزي على الاحسان احساناً والعتق يعفو غفراناً عن السيئات لمن تاب. فهل يغتنم المسلم هذه النفحات الرمضانية بالصيام والقيام والعبادة في هذا الشهر المبارك شهر رمضان؟.