مما لا شك فيه أن كتب التاريخ تحوي الكثير من سير الرجال العظماء والبارزين الذين كونوا تاريخ دولة سواء كانت طريقتهم بذلك ثورة أو بعمل بارز أدى إلى انتخابه أو كان بطريقة وراثية جاء به جيلاً بعد جيل ليخلد اسمه أكثر من غيره نتيجة لعمل قام به أو بإصلاح أو بحروبه التوسعية وأطماعه التي لا تنتهي أو بتحيزه نحو عرق يعتبره سامياً ويجب أن يتسيد العالم ! وحينما نتمعن في التاريخ يصادفنا الكثير من الاسماء الذكورية التي تسرد على مسامعنا وأمام أعيننا بشكل متكرر وبإسهاب أكبر وهذا يقودنا إلى سؤال : هل التاريخ أصبح حكراً على الرجال , هل كان هناك دور للنساء؟ , وإذا كانت الإجابة بالإثبات وهذا مما لاشك فيه أين هو من صفحات التاريخ؟ , هل كتاب التاريخ تجاهلوا المرأة وخلدوا الرجل بصفحاتهم وأصبح التاريخ ذكورياً , هل عمل المرأة في التاريخ بصمت أدى إلى عدم تسليط الضوء عليها وقلة ذكرها ؟, هل مساعي المرأة وإسهاماتها في دفع عجلة التقدم والعلم والسياسة من وراء حجاب هو من أخفى ظهورها؟ . ولو تمعنا بعين الفاحص لوجدنا كثير من الاسماء النسائية التي ساهمت وقدمت للتاريخ ولكن لم تدون سيرتهم بتعمق كسيرة أشقائهم الرجال ! أين كتب التاريخ عن سيرة حليمة السعدية مرضعة النبي وأم المؤمنين أم سلمة (هند بنت أمية بن المغيرة )رضي الله عنهما وموقفها في معركة الحديبية واستشارة النبي لها وسماع مشورتها ؟, أين كتب التاريخ عن نائلة بنت عمرو؟ ( صاحبت مقولة بيدي لا بيد عمرو ) التي أخذت بثأر والدها من قاتله جذيمه الوضاح , أين التاريخ عن موضي بنت وهطان زوجة الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى وموقفها معه ونصحها له بوضع يده بيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟ لماذا كتب التاريخ ( المناهج ) تذكر بعض الاسماء دون أن تورد سيره هذه الشخصيات؟ , لماذا أجيالنا لا يفهمون من التاريخ إلا اسمه فقط ؟, لماذا كتبنا تضع بعض الاسماء النسائية فقط دون أن تعرض لنا حياتها؟ , من هي , أين نشأت , هل تعلمت وكيف , ما هي اسهاماتها؟ , فقط تضع لنا اسماً يتلاشى وسط زخم أعمال وحروب رجالية . بعثروا التاريخ ستجدون أن المرأة كانت جنباً إلى جنب مع والدها وأخيها وزوجها وابنها , كانت بالظل تساند وترشد وتقوم , وأحيانا أخرى كانت هي من تتولى زمام الأمور بالضوء ولكن لم نسلطه عليها وبقيت فقط اسماً بصفحة مليئة بالسرد والمجد الرجالي. ! هذه فقط بعض الاسماء والتاريخ مليء باسماء لم تأخذ حقها بالسرد , ولا بالمعرفة ومن هذا المنطلق أعود وأطالب أن تتغير تلك المناهج التاريخية في مدارسنا لتضع صورة المرأة بشكل يليق بمقامها ليتضح دورها واسهاماتها بجانب الرجل. ودمتم بخير