في الأمس ذكرنا العالم بمأساة المحرقة الفلسطينية في ال48 والتي يطلق عليها البعض النكبة والتي كانت حصيلة ضحاياها أكثر من خمسين مجزرة قامت بها العصابات الصهيونية بحق المواطنين الفلسطينيين وهدم وازالة اكثر من 400 قرية وتهجير ما يزيد عن ثمان مئه الف فلسطيني تحت تهديد العنف والقتل والارهاب الصهيوني الذي قادته العصابات الصهيونية شتيرن والبالماخ وارغون ....بقيادة واشراف شامير وبيغن وشارون وبن غوريون ورابين ودايان وغولدامائير ومهندس خطة الامن الاستراتيجية الصهيوني جابوتنسكي وزملائه المخلصين لاهداف الصهيونية وساندت الصهيونية في غزوها وعدوانها ضد الشعب الفلسطيني بريطانيا صاحبة وعد بلفور المشؤؤم والذي اعطى الحق لليهود لاحتلال فلسطين وجلب المستوطنين اليهود من بقاع العالم للاستيطان على حساب الشعب الفلسطيني ...ما يفيدنا اليوم هو اننا قد ودعنا البكاء والنحيب والندب وجلد الذات في كل مناسبة وان استطعنا تجأوز النكبة والنكسة المحطتان الاكثر بشاعه ودموية في تاريخ الكفاح الفلسطيني والذي قوبل من عدو شرس استخدم كل القوة المحرمة دوليا وداس على الاخلاق والقوانين والقيم والشرائع ولم يرعوي لاي اعتبار انساني امام العالم الذي يرى ويسمع ما يجري شجع اسرائيل على القيام بابشع انواع الهلوكست الفلسطيني من خلال سلسلة من المجازر والجرائم التي صنفت بمستوى جرائم الحرب والابادات الجماعية التي لم يشهد لها التاريخ الانساني الحديث وللاسف دون اي حساب أو مساءلة أو تحقيق وكان الامر مجرد ضحايا ماتوا في حرب بين متخاصمين في امور عادية ... إن ماحدث في ايام النكبة وماحدث أيضاً في أيام النكسة مستمر اليوم بأعلى من تلك الوتيرة العدوانية الصهيونية على أوسع نطاق وبأدوات القتل نفسها وان تطورت باشكال أخرى على حساب حياة الشعب الفلسطيني في داخل فلسطين حيث تواصل الحكومة الصهيونية سياستها المتبعة منذ بدايات تاسيسها على ايد المؤسسين الكبار للحركة الصهيونية الذين تبنوا سياسة الارض المحروقة وكسب الوقت من خلال فتح معارك متناثرة هنا وهناك وخلق واقع مغاير تماما لكل الحسابات العربية والفلسطينية على المديين القصير والطويل بهدف اغراق الجميع في حالة من الارباك وتعميم الفوضى وتحييد المواضيع ذات الشان الاهم من الصراع الحضاري مثل اللاجئين وتقرير المصير والدولة الفلسطينية والمستوطنات والارض مقابل السلام والحدود والسيادة .... وقد نجحت اسرائيل الصهيونية في كسب الوقت لصالحها من خلال تأجيل الحسم في القضايا الكبرى إلى المرحلة النهائية حتى تخلق مناطق متوترة على طول مدى الزمن والوقت بين الطرفين وفي داخل الوضع الفلسطيني وبالتالي يصبح الهم الفلسطيني متجها إلى تامين الحياة الفلسطينية فقط. لقد انتظرت فلسطين زمنا طويلا لتنعم بالاستقلال والتحرر وعانت الكثير في مشوار كفاح شعبها وازعن الفلسطينييون للسلام ونداءاته والشرعية الدولية وقدموا كل التنازلات ولكن الطرف الآخر لم يقد أو يزعن لقرار دولي واحد أو يبرهن على حسن النوايا لاجل تحقيق السلام واستمر في غيه وتماديه وتطأوله على كل القيم والاخلاق والاعراف الانسانية ولم يحاسبه احد ومن جهته الطرف الفلسطيني لم يستسلم وبقي في خندقه الأول يحارب العنجهية والصلف والاستبداد الصهيوني والدولي مستخدما كل الوسائل وسالكا كل السبل بهدف الدفاع عن حقه للوصول إلى الاهداف الوطنية ...وقد يتساءل الكثير إلى متى سننتظر ؟قد ياتي الجواب يائسا أو متفائلا في الوقت الذي يشهد فيه عالمنا العربي أياماً تحمل في طياتها الكثير من الشر والخير في تحولات مفاجئة تطحن الدول وتحولها إلى دويلات ومن ثم إلى أقاليم حتى تغدو طوائف ربما أو شيعاً وقبائل مما يعني اضعاف الدولة العربية الناهضة وتحطيم الارادات الواعدة وكسر شوكة القومية وادخال الشك ،وللاسف الخاسر الأكبر في هذه الحرب القضية الجوهرية للأمة العربية فلسطين وتحرير بيت المقدس الذي يشكل مفتاحاً للحرب كما هو مفتاح أمل للسلام في العالم.