هل تحتاج مناهجنا الى تطوير اكثر وتكثيف بشكل يتناسب مع النمو المعرفي للمتلقي ,, نحن نعلم ان مقرر التاريخ يبدأ بتلقيه الطالب في الصف الرابع الابتدائي ويستمر الى الصف الأول ثانوي وبعدها تتشعب المواد ويختار الطالب مساره وميوله وكذلك في المرحلة الجامعية وتبقى الاساسيات كمواد الدين وبعض اللغة العربية واللغة الانجليزية مع الطالب سواء اختار المجال الادبي او العلمي وحينها تتبخر جميع المعلومات التاريخية والتي هي تمثل ثقافة ووعيا مستقبليا للجيل الذي اتخذ منحى علمي ونحن نعلم جيدا ان (من لا ماضي له لا حاضر له ) فلماذا لا تستمر مناهج التاريخ وتتطور بشكل جيد وتكون مادة إلزامية لجميع التخصصات ليس من الضروري ان يكون بها اختبار فالأنشطة والبحوث كفيلة بتعليم الطالب. وتكون هذه المقررات مناسبة للفئة العمرية بحيث ان الطالب يخرج من المرحلة الجامعية وهو قد كون صورة تاريخية تشمل الوطن والدول المجاورة , تشمل اهم الاحداث التاريخية كالحربين العالميتين , وحرب الثلاثين عام التي تغيرت من خلالها اوروبا . ما دعاني ان اتمنى هذه الامنية هو انه عندما اتحدث مع احدهما باختلاف الفئة العمرية لا اجده ملما على ابسط تقدير بتاريخ بلاده او اهم الاحداث والشخصيات التي تركت بصمة في بلادنا ومقارنة بشخص اخر من نفس الفئة العمرية من بلاد اخرى نجد لديه حصيلة تاريخية تنم عن معرفة ثقافية ببلاده واهم حركات الاستعمار التي مرت على الوطن العربي اذا كان هذا الشخص من الوطن العربي . ربما البعض يرى ان هناك ما هو اهم من مقرر تاريخ يفرض على الطلبة ولكن التاريخ ليس مجرد مقرر فالتاريخ هو حياة مستمرة , هو عمر متراكم يتكرر بين فينة و اخرى باختلاف الصورة التي يتكرر بها . جميل ان نغير سياسية التاريخ في مدارسنا وفي مناهجنا لنضعها بصورة اجمل ومشوقة ومفيدة يشاهد بها الطالب الجوانب الانسانية والحضارية ويشاهد بها كفاح من سبقوه , يتعرف على البطولات والشخصيات وليس مجرد اسم سوف يدون فقط يوم الاختبار وينتهي في طيات الورقة بالإضافة الى تطوير تلك المناهج وتنوعها لتشمل الكون التاريخي بكامله . ودمتم بود ,,