يبدو أن واقع الحال في مشروع مستشفى شمال جدة (سعة 500 سرير) الذي بدأ تنفيذه منذ حوالي 7 سنوات بتكلفة إجمالية تقارب 235 مليون ريال، لا يُبشِّر بإمكانية تسليمه إلى وزارة الصحةفي المستقبل القريب بعد ثلاثة تأجيلات اقترن آخرها بوعد بإنجازه في رمضان الماضي. وتبدو صعوبة التسليم في ضوء الأعمال المتبقية من المشروع، ومنها أعمال التشطيب الخارجي والرصف والسفلتة وتركيب النوافذ والبوابات. وقد رصدت عدسة «المدينة» واقع المشروع مؤخرا وبالاستفسار عن موعد الانتهاء منه، أفاد أحد العاملين في موقع المشروع بأنه سيكون بعد شهر ذو الحجة المقبل. وبالإتصال على مدير العلاقات العامة في صحة جدة عبدالرحمن الصحفي للحصول على تعليق من مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي باداوود عن موعد تسليم المستشفى وسبب تأخير إنجازه وتسلمه في شهر رمضان الماضي حسب آخر موعد ضربه المسؤولون بالوزارة بعد عدة تأجيلات، اعتذر عن الحديث في هذا الموضوع، مفيدًا بأن «الوزارة هي الجهة المسؤولة عن هذا المشروع، وسيتم تحديد الموعد من قبلها». وقال د. باداوود على لسان مدير العلاقات العامة: «حرصًا من وزارة الصحة على تشغيل مستشفى شمال جدة في أسرع وقت ممكن، شكلت فريق عمل لهذا الغرض من قبل صحة جدة يتكوّن من أطباء وممرضين ومسؤولين في الجودة ومهندسين وإداريين، لإعداد خطة تشغيل المستشفى، وبناء على توصيات اللجنة تم طرح منافسة التجهيز الطبي، وصحة جدة في طور إعداد القوى العاملة للمستشفى». وفي محاولة لمعرفة موعد تسليم المشروع أجرت «المدينة» اتصالًا على المقاول المنفذ، إلا إنه إعتذر عن الرد، لافتًا إلى أن الوزارة هي الجهة المعنية والمشرفة على المشروع والمخولة بالرد أو التصريح لوسائل الإعلام. وكرّرنا المحاولة مرة أخرى مع نائب مدير العلاقات العامة بمديرية الشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة فواز مطلع الشيخ لمعرفة الموعد المحدد لتسليم المشروع وافتتاح المستشفى، إلا أنه إعتذر هو الآخر عن الرد مكتفيًا بالقول «مواعيد جميع المشاريع لدى الوزارة وهي الجهة المعنية والمتحدثة عن هذا المشروع وغيره». وتم الاتصال على مدير عام المشاريع بوزارة الصحة المهندس أحمد البيز عشرات المرات على جواله وعلى مكتبه إلا أنه لم يرد. مرغلاني: التسليم خلال الأشهر القليلة المقبلة وبالاتصال على المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني نفى وجود أي تأخير أو تأجيل في المشروع، غير أنه قال في ذات الوقت إنّ التسليم سيكون خلال الأشهر القليلة المقبلة، وهو ما لا يتفق مع الموعد المتفق عليه بعد آخر تأجيل (رمضان الماضي). وبين أن المشروع في مراحله النهائية، ولم يتبق سوى التجهيزات الطبية واستقطاب الكوادر المؤهلة للعمل به، وسيتم إنجازه في أسرع وقت ممكن، وهو يحظى بمتابعة واهتمام كبيرين من قبل الوزارة. مسلسل التأجيل.. هل من نهاية؟ فيما تلوح في الأفق إحتمالات التأجيل للمرة الرابعة دون أسباب واضحة، حرصت «المدينة» على فتح ملف التأخير لهذا المستشفى الضخم الذي بدأ إنشاؤه بتاريخ 24/3/1426ه ، وتم تمديد العقد أكثر من ثلاث مرات، ففي المرة الأولى كانت مدة العقد 50 شهرًا بدلًا من 36 شهرًا، وذلك نظرا للتوسع في السعة السريرية من 300 إلى 500 سرير، ثم تم التمديد للمرة الثانية 18 شهرًا إضافيًا لتصبح مدة العقد 68 شهرًا، بحيث ينتهي العمل في 23/11/1431ه، ثم أمهلت الوزارة المقاول إلى شهر رمضان الحالي لإكمال المشروع وتسليمه. مخالفات بالجملة وكشفت مخاطبات وتقارير رسمية بين وزارة الصحة ومدير المشروع والمقاول النقاب عن عدد كبير من المخالفات في تنفيذ المشروع أدت إلى تأخيره من موعد إلى آخر، وتضمنت هذه المخالفات عجز تنفيذ المشروع لضعف الإمكانات الفنية والإدارية والمالية حسب شروط ومواصفات العقد، عدم إنجازه في الموعد المحدد له، وإضافة أسعار مرتفعة على العقد الإضافي، وذلك حسب تأكيد مدير المشروع المهندس فوزي بنجر وهو مدير إدارة المشاريع والصيانة بصحة جدة الأسبق لمدة 18 عامًا والمشرف الأساس للمشروع الذي كلفته وزارة الصحة رسميًّا بهذه المهمة لخبرته الواسعة في إدارة المشاريع. رمضان الموعد الأخير من جانبه، أكد مدير موقع مشروع مستشفى شمال جدة الميداني المهندس الشيخ نصار في تصريح سابق ل «المدينة» أن وزارة الصحة وافقت شفهيًّا على تمديد فترة إنجاز المشروع إلى شهر رمضان المنصرم ، مؤكدًا أن المشروع لم يتأخر إلا أن قرار توسعته من 300 إلى 500 سرير هي التي أدت إلى هذا التأخير. وعلق عليه المهندس بنجر قائلا: «إنّ المقام السامي وافق على تغيير سعة المستشفى قبل تسليم الموقع، إلا أن وزارة الصحة لم تعمل الدراسات اللازمة حسب التكاليف الإضافية ليتم تسليم الموقع للمقاول أو إلغاء العقد وإعادة طرحه مرة ثانية وفقًا للتغييرات الجديدة، بل سلمته للمقاول في 24/3/1426ه على أساس المواصفات القديمة بسعة 300 سرير وكان هذا سبب التغييرات والتعديلات التي حدثت وأدت إلى المبالغة في الأسعار». كما أوضح المهندس محمد الدهري مساعد مدير الشؤون الصحية بجدة للمشاريع في وقت سابق أن تسليم وإنجاز المشروع تأخر عن موعده، لافتًا إلى أن هذا التأخير سيضيف على المقاول غرامة مالية حسب المدة المتأخرة، قد تصل إلى 10%. وأكد أن الوزارة مددت للمقاول فترة إضافية لإكمال المشروع في شهر رمضان الماضي بدلًا من الموعد السابق في شهر ذو القعدة الماضي. وأكد المهندس بنجر أن مشروع مستشفى شمال جدة تأخّر كثيرًا، حيث كان العقد سينتهي في موسم الحج الماضي إلا أنه لم يكتمل، و منحتهم الوزارة مهلة إلى شهر رمضان الماضي مبينًا أنه سيتم تغريم المقاول بنسبة 10% جراء هذا التأخير. وذكر أنه قدم شكوى لوزير الصحة عن القضية في حينه، إلا أن المعاملة أحيلت إلى إدارة المشاريع التي تحفظت عن الرد ولم تتخذ أي إجراء حيال ذلك ولم تطلب منه الحضور لمناقشة الأمر - حسب قوله -.. وبين بنجر أن العقد الأساسي الموقع لتنفيذ المشروع كان بقيمة 139 مليون ريال بسعة 300 سرير، وأضيف عليه مبلغ لتصبح القيمة الإجمالية 235 مليونًا؛ نظرًا لزيادة السعة إلى 500 سرير. وأشار إلى أن المؤسسة طلبت زيادة قيمته بأسعار مرتفعة جدًا في المبنى الرئيس بإضافة 10% ، وأصبح سعر الأعمال الإضافية عن العقد 42 مليون ريال وزودت بكميات أكثر من هذه النسبة المضافة وهو 10%.