في الآونة الأخيرة استهدفت قوات الاحتلال الصهيوني نساء القدس وحرائرها واعتدت بالضرب والاهانة على طالبات مصاطب العلم في المسجد الأقصى المبارك، هذا شيء يسير من الانتهاكات والممارسات العنصرية اليومية التي تتعرض لها مدينة القدسالمحتلة ويتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، كما أن قوات الاحتلال تقوم بسجن نساء القدس المشرفات على حلقات التحفيظ والعلم في مصاطب الأقصى وتجبرهن بالتوقيع على قرارات " إسرائيلية" جائرة تقضي بإبعادهن عن مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك وهذا ما حدث بالفعل مع إحدى النساء اللواتي قمن بمقاومة الجنود الصهاينة والدفاع عن المسجد الأقصى ورفض القرارات الصهيونية الجائرة بحقهن، فقد قامت قوات الاحتلال باعتقال الحاجة أم رضوان عمر المقدسية وقاموا بتهديدها بالاعتقال لمدة 60 يوما والإبعاد عن مدينة القدس، ولكنها رفضت جميع هذه القرارات الصهيونية الجائرة وهتفت من أجل القدس والأقصى وقالت " انتصرنا وسنبقى على مصاطب العلم نحمي الأقصى بقلوبنا وأجسادنا، وإذا عادوا للاستفزاز سنعود للدفاع عن أقصانا ". كما قامت سلطات الاحتلال الصهيوني بالتحقيق القاسي والمذل مع عدد من نساء القدس تم حجزهن لأنهن يدافعن عن المسجد الأقصى ويُدرِسون القرآن الكريم في ساحات المسجد الأقصى، وتقول أم رضوان " خلال مدة التحقيق معي قالوا لي " عليك التوقيع على قرار الإبعاد لمدة 60 يوما على المسجد الأقصى، فقلت للمحقق في سجن المسكوبية بالقدس.. " والله لن أوقع على قرار يبعدني عن المسجد الأقصى ومصاطب العلم لمدة ستين ثانية وبعد سماعهم هذا الحديث والإصرار مني حولوني إلى محكمة تعقد الأحد وإلى أخرى تعقد في 21 من الشهر القادم "... وأضافت أم رضوان " إنني لو قمت بالتوقيع على قرار إبعادي لكانت سابقة تعتمد عليها الشرطة الصهيونية في ملاحقة معلمات وطالبات مصاطب العلم داخل المسجد الأقصى المبارك، فالسجن أهون عليّ من التوقيع على مثل هذا القرار ". إن العدو الصهيوني يشن اليوم حربا شرسة على حلقات العلم في المسجد الأقصى وساحاته ويعمل باستمرار على محاربة حلقات مصاطب العلم في المسجد الأقصى التي تتواصل على مدار الساعة خلال ساعات النهار، وهناك مواظبة وإقبال كبير من نساء وحرائر القدس على مصاطب العلم وهن يشكلن اليوم حلقة الدفاع الأولى عن المسجد الأقصى المبارك. إن قوات الاحتلال الصهيوني تبذل كل ما في وسعها من أجل قمع هذه الحلقات التعليمية ومنعها من الاستمرار في باحات المسجد الأقصى المبارك .. وفي المقابل يجد "الإسرائيليون" مقاومة ومواجهة عنيفة من قبل نساء القدس وحرائرها اللواتي يقفن سدا منيعا في وجه الصهاينة الذين يريدون منع هذه الحلقات بالقوة. وإذا استعرضنا المحطات التاريخي لنضال المرأة الفلسطينية المقدسية نجد أن نضالها يعود لأواخر القرن التاسع عشر عندما خرجت نساء القدس في مسيرة ضد إقامة أول مستوطنة إسرائيلية صهيونية على ارض فلسطين كما رفضت نساء القدس قرارات الهجرة الصهيونية وقاومت الاحتلال البريطاني الذي بدأ عام 1917م وسياساته الجائرة بحق أرض فلسطين ، كما عقد أول اجتماع نسائي للمرأة الفلسطينية في مدينة القدس في 16 تشرين أول/ أكتوبر 1929 في منزل السيدة طرب زوجة عوني عبد الهادي وابنة الشهيد سليم عبد الهادي، وأسفر الاجتماع عن جملة قرارات وعن انتخاب وفد منهن لمقابلة المندوب السامي البريطاني الذي استقبلهن بحضور قرينته ولما عاد الوفد النسائي إلى بقية النساء انطلقت المظاهرة النسائية الضخمة في مائة سيارة تجوب شوارع القدس، وقد أثارت هذه المظاهرة النسائية في حينها حماسا شعبياً كبيراً، فقد كانت نقطة انطلاق للقطاع النسائي الذي كان منصرفاً للعمل الاجتماعي كي يبدأ العمل السياسي، كما السيدات اللواتي قابلن المندوب امتنعن عن شرب القهوة التي قدمت اليهن، تمشيا مع العادة العربية القديمة التي لا تقبل الضيافة في ظروف مماثلة، إلا إذا نالت وعداً صادقا بقبول ما جاءت بشأنه، وبعد هذا الاجتماع عهد إلى اللجنة المنتخبة بأن تتماشى بجهودها مع اللجنة التنفيذية التي سبق وتألفت من الرجال، واعترفت بها الحكومة، فأصبحت تسمى اللجنة التنفيذية للسيدات العربيات. إن المرأة الفلسطينية المقدسية لها تاريخ نضالي كبير ومشرف من أجل الدفاع عن القدس وحماية المسجد الأقصى منذ الهجرات الصهيونية اليهودية إلى أرض فلسطين، فقد قامت المرأة المقدسية في عهد الاحتلال البريطاني بتشكيل لجان إسعاف، ولجان اجتماعية ولجان سياسية من أجل مقاومة الاحتلال البريطاني وشاركت الثوار في معارك القتال عام 1948م، كما كان للمرأة المقدسية دور بارز في نكبة فلسطين ورفضها لكل المجازر الصهيونية حيث عقدت عدد من المؤتمرات وشاركت بالكثير من المظاهرات والفعاليات السياسية، وإلى يومنا المرأة في القدسالمحتلة تمثل ثورة ونضالا كبيرا وتقف سدا منيعا في وجه الممارسات الصهيونية في القدس والمسجد الأقصى المبارك.