قلوب فقيرة وان امتلأت بالمال فإنها أبدا لا تمتلئ بالمشاعر ولا تعرف الأحاسيس,قلوب تجدها كالطبل الأجوف بمجرد الدق الخفيف عليها تجد صوتها عاليا , وصداه فى كل مكان يسمع .. تلك هى قلوبنا التى لا تعرف شرايينها ولا أوردتها العواطف الانسانية وقد أغلقت أبوابها وأصبحت صحراء جرداء لافيها حتى نقطة ماء بل صخور صماء , تلك هى قلوبنا التى لم يسكنها أو يدخلها أحد تشتاق لمن كان يعمرها ويهتم بها ويرعاها , انه الحنين الى المشاعر والأحاسيس الدافئة انه الحنين أن ترى نفسك محور الاهتمام , ولكن مابالنا نسمع طبول قلوبنا من وقت لآخر فارغة هى لا يوجد بها شيء ذي أهمية , هموم وحزن وأسى وأشواق وحنين الى أيام مضت وبشر لا وجود لهم, انهم فى البرواز فقط تزينه شريطة سوداء علق على الجدران نزوره ذهابا وايابا تسقط دمعة ثقيلة تعاند فى النزول فقد عزت الدموع , بشر وما أغلاهم من بشر رسموا لنا الطريق ساروا معنا , مسكوا بأيدينا سقطت الأيادي .. تركونا ومضوا رحلوا عنا رحيلاً أبدياً بدون كلمة وداع أو تبادل الأحضان , تركونا فى الطريق تحيط بنا الأشواك والألغام وتساقطت أوراق بستان القلب وذبلت زهوره وذهب شذاه وعبيره , وأصبحت خاوية على عروشها ماتت وان كانت تنبض بالحياة , لا شيء يلمع فى الأفق يحيي الأمل فيها أو يعيد الحياة للينابيع التى ماتت وأصبحت صحراء قاحلة بعد أن كانت حدائق غناء .. أبكيك ياقلب على مافات من ذكريات وعلى ما هو آت من آهات فكل شيء يمضى فى سرداب واحد يحيط به الأسى من كل جانب , ظلام فى ظلام فى ظلام أين ذلك النور الذى يضئ لنا دروبنا قبل أن ينير قلوبنا أين تلك الاشارات التى توجهنا وتحركنا وتدلنا على مبتغانا . يارفيق عمري ودربي لم يعد للحياة معنى , ولن يقدر القلب أن يتحمل المزيد ولن تستطيع العيون البكاء بدون دموع بعد أن جفت الينابيع , لم يعد فى الامكان الظهور بمظهر الأقوياء فهل نلوم القضاء والقدر أم نعاتب المكتوب لنا , أم نظل نجرى وراء الذكريات ونظل أسرى فى سجن الأحزان. تحجرت الدموع فى الأحداق وأصبحت حياتنا سرابا ومشاعرنا سراب ,ولا نعلم ان كنا أحياء أم اموات فحياتنا بلا روح وبلا أمل , لا رجاء ولا عزاء ولا شيء غير الصمت والهروب من كل تفاصيل حياتنا الى الأفق البعيد حيث الجراح القاتلة , حيث الوحدة , ثم نعود طمعا ورغبة فى لحظة فرح تحيي القلوب الخاوية.