تسير سيارتنا بهدوء في المسار الأوسط من الشارع تنساب وسط جمعٍ متراصٍّ من السيارات، ننتظر أن يخفّ الزحام ونخرج من هذا الاختناق .. فجأة وبدون مقدّمات تهتزّ السيارة بنا وكأن إعصارًا غاضبًا مرّ بجانبنا ولامس الجانب الأيمن من السيارة وبالكاد استطعت أن أُميّز لون الحافلة .. وليست أيّ مركبة إنها تحمل داخلها - في الأغلب- عشرات الأبرياء وتسير في الشوارع برعونة درّاجة هوائيّة.لست أملك الكثير حول قوانين المرور في الشارع، ولكنني أعرف جيّدًا أن المسار الأيمن ليس لمن يُريد أن يتجاوز كل السيارات بهذه السرعة الجنونيّة، والأهمّ من هذا أنه من المحظور على الحافلات السير بأكثر من 80 كم فكيف بهذه السرعة الجنونية !! من منّا لم يحدث له مثل هذا الموقف أو مشابه له ؟ من منّا لم تمرّ حافلة وكأنها تُسابق الريح وكأنها إعصار غاضب؟ من منّا لم تمرّ به حافلة وانقبض قلبه من سرعة السائق ورعونته وما يُمكن أن تُؤدّي إليه ؟ وكلنا نتساءل عن سبب جرأة هؤلاء السائقين على القانون بهذا الشكل السافر .. فهل يُدرّب هؤلاء على أنهم ملوك الشارع يُمكنهم أن يعبثوا فيه كيفما يشاؤون؟ أم هل يأتون من بلادهم بفكرة أنهم سائقو سيارات إنقاذ يحقّ لهم في الشارع ما لا يحقّ لغيرهم، ويُمكنهم السير بسرعة تخالف كل القوانين ؟!! أم أنهم ممنوعون من العقوبة،الناس يشكون والحوادث تحدث ولكن لا شيء تغيّر !!فهل ننتظر حدوث فاجعة ما تطال الكبير قبل الصغير لتتحرّك القوانين والعقوبات اتجاه رعونة سائقي الحافلات،إذ إن الخطأ من سائق الحافلة يكلف كثيرًا نظرًا لكونها تحمل من الأرواح أضعاف ما تحمله غيرها من المركبات، وحتى إن كانت فارغة فحجمها الكبير كفيل بترك فوضى عارمة عند حدوث أي حادث - حفظ الله أحبّاءنا وحفظ البلاد من كل سوء.هناك الكثير من الطرق التي يُمكن للمسؤولين من خلالها معالجة مثل هذه المخالفات، فأرواح الناس أثمن بل لا تُقدّر بثمن.