كان الفيصل الشهيد هو الذي ناصر و آوى البرماويين من نير الاضطهاد. فأَجار آلافَهُم قبل أربعة عقود. ثم لحقهم عشرات الأضعاف، و تناسلوا، مقيمين و متخلفين. لم يحل مسؤولٌ مشكلتهم طوال ثلث قرن. كان كلٌ يُدحرجُها لخَلَفه. لكن الزمن ليس دوماً حلّال مشاكل، بل كثيراً ما يكون مُفاقِمَها. حتى جاء الفيصل خالد. تبنّى حلّها جذرياً، لا وقتيّاً. فهي قنبلةٌ موقوتةٌ إنسانياً واجتماعياً. كما أن الجالية البرماوية أثبتت لعقودٍ براءتَها من الإجرام أو الانحراف، فباتت نسيجَ تعاونٍ وبناءٍ في محيطها المكّاوي. تلك قصةُ تصحيح أوضاع حوالي نصف مليون برماوي بمنحهم إقاماتٍ يكونون بها تحت الأضواء، لا أخفِياء. وهو موقف يستحق الإشادة. فالوطن محتاج لكثير من قرارات التصحيح الجذرية لا المؤقتة. وليت تلك المعالجة تأخذ طريقها لجاليات متخلفةٍ أخرى بالحرمين، فتفكّ أزماتٍ موقوتةً لا مفر من مواجهتها.أنْ تَستوعبَ طاقاتٍ مهدرةً، تَناسجَتْ مع المجتمع آباءً و أبناءً، خير من تجارة التأشيرات و إجرامِ متسللين أو متخلفين. Twitter: @mmshibani