إن أول ما يقوله الاطباء لمرضاهم اذا كانوا من - البدناء - الذين تثقل السمنة تحركاتهم.. وتهدج أنفاسهم.. فتعلوا بطونهم وتهبط.. حاسبوا من السمنة.. عالجوها أولا حتى يسهل علينا معالجة معاناتكم الأخرى .وإن وجد مرضاهم من - النحفاء - سارعوا الى التأكيد عليهم بضرورة المحافظة على أجسادهم الرشيقة .. والاهتمام بهذه النعمة التي حباهم بها الله سبحانه وتعالى. ودون أن نسأل الأطباء فاننا ندرك جميعاً بأن العمر كله والناس يحتفون ب - النحف - ويهتمون - بالرشاقة - ويحرصون على أن يكونوا أبداً (خُفافْ .. ظُراَفْ) شكلاً.. وموضوعاً.. فهم بهذا النحف يقدرون على الحركة .. ويتمتعون بأداء أدوارهم الحياتية بكل نجاح.. ويرتاحون في صحوهم ونومهم!! على عكس - البدناء - الذين لا يطبقون أنفسهم في صعوبة الحركة.. ومرارة المعاناة.. فلا يتمتعون بسرعة الحركة.. ولا برشاقة المظهر!! أما الأطباء فإنهم يزيدون على هذا شيئاً مهماً للغاية.. يجعل الفرح صديقاً للنحفاء والحذر والخوف ملازمين للبدناء.. فهؤلاء الأطباء لا يفتأ كل واحد منهم على تعديد محاسن النحافة.. ومخاطر البدانة لكل من يأتون اليهم.. وفي كل آن.. وكل زمان. وحفظنا الحكاية.. لابد من بذل كل الجهد من أجل أن ندخل قدر الامكان عالم النحافة وأن نقاتل ما وسعنا الى ذلك سبيلا لتفادي الانضمام الى شريحة البدناء.. فالبداية - كما يقول الأطباء - ليل نهار تقود لا سمح الله الى الكثير من الأمراض والعلل!! ولكن للاسف فخلال العشرين عاماً الاخيرة زادت نسبة السمنة في كل الدنيا.. ومن هؤلاء بالطبع السعوديين الذين كانوا يفاخرون برشاقتهم الا أنها تخلت عنهم.. وتخلوا عنها في السنوات الأخيرة وتحول الكثيرون من السعوديين الى كتل ضخمة.. وتبدلت أشكالهم وأكلت السمنة كل ألوان الرشاقة وخرجت الكروش وانتفخت الأجسام وثقلت الأقدام!! وهب الجميع للبحث عن علاجات السمنة بكل أنواعها.. وأشكالها ومختلف مصادرها.. والكل يمني النفس بالعودة الى عالم النحافة مهما كان الثمن.ويوم السبت الماضي فوجئت بخبر منشور في الزميلة (الحياة) على صفحتها الأخيرة عنوان (البدناء يعيشون أطول من النحفاء) مصدره لندن وتفاصيله تؤكد بأن باحثون في (جامعة لوبيك الألمانية) وجدوا أن الاشخاص الذين يعانون السمنة يعيشون لفترة اطول من نظرائهم النحيفيين لان أدمغتهم تحصل على غذاء أكثر بحالات الاجهاد النفسي.ويضيف الخبر: وقال الباحث المسؤول عن الدراسة أكيم بيترز .. إن أصحاب الوزن الزائد هم أكثر تكيفاً مع الحياة العصرية المجهدة لأن عملية الأيض عندهم أفضل.. وأشار الى أن فكرة موت الذين يعانون السمنة قبل نظرائهم النحفاء هي خرافة.. وقال : إن من يصبحون حقاً مرضى هم النحفاء أما الذين يعانون السمنة فيتمتعون بصحة أفضل.. علماً بأن النحافة بحد ذاتها ليست مشكلة بل إن الذين يخسرون من وزنهم تحت ضغط الاجهاد النفسي هم في خطر .. والآن عزيزي القارئ دعني أسألك: هل تريد أن تكون بديناً .. أم نحيفاً؟. آخر المشوار قال الشاعر: وقد مددت يدي بالذل معترفاً إليك يا خير من مدت له يد فلا تردنها يارب خائبة فبحر جودك يروي كل من يردُ