كتب ألوف بن رئيس تحرير صحيفة هآرتس العبرية مقالًا عن حكومة نتنياهو القادمة جاء فيه: " الآن انتهت اللعبة، وسوف تبدأ الحياة الحقيقية، الحكومة الثالثة لبنيامين نتنياهو لديها هدف واضح، توسيع المستوطنات وتحقيق حلمه بوجود مليون يهودي في الضفة الغربية" . يعتقد اليهود بأن غياب " المعتدلين" ووجود " المتطرفين" في الحكومة القادمة سيمكن نتنياهو من تحقيق حلمه، وأن وجود مليون يهودي في الضفة الغربية سيمنع الآن وإلى الأبد تقسيم " أرض إسرائيل" وإقامة دولة فلسطينية في الضفة، وأنه يمكن شراء السكوت الفلسطيني لتوسيع المستوطنات بثمن رخيص من الإدانة الدولية."إسرائيل" يحكمها الأغبياء والمفرطون بمصالحها وأمنها وتواصلها مع العالم، تلك شهادة أكبر حلفائها وعلى رأسهم الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومن الغباء أيضًا الظن بأن الخطر الوحيد الذي يهدد الكيان الغاصب إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية، وإذا كان وجود مفترض لمليون يهودي في الضفة سيمنع إقامة دولة فلسطينية فإن ضعف هذا العدد من الفلسطينيين يعيشون على أرضهم المحتلة عام 1948، و(إسرائيل) تعلم أنهم يمثلون خطرا أكبر على وجودها مما يحدث في الضفة. إسرائيل" بلغت ذروة تمددها وتوسعها حين كانت تفرض سيطرتها على كامل الأراضي الفلسطينية وأجزاء من الدول العربية، ثم دخلت مرحلة الانكماش والاضمحلال عندما انسحبت من جنوب لبنان _الشريط الأمني الحدودي_ومن قطاع غزة ومن أجزاء من الضفة الغربية، وهذا يعني أنها تسير نحو نهايتها لا نحو " مليون يهودي في الضفة الغربية " كما يعتقد ألوف بن. والأخطار الفعلية التي تحدق بالوجود الإسرائيلي يتداولها قادة العدو في مؤتمر هرتسيليا السنوي، ومن بينها الربيع العربي الذي أطاح بأنظمة عربية موالية ل(إسرائيل)، والعزلة الدولية التي تواجهها، فضلا عن كابوس الوجود العربي في قلب الكيان. إن أحلام نتنياهو لا ولن تتحقق حتى مع مشاركة الأحزاب الإسرائيلية الأكثر تطرفا وإرهابا في الحكومة الإسرائيلية بل إن مشاركة أمثال هؤلاء ينقذنا من الخداع الإسرائيلي وأوهام السلام والمفاوضات العبثية التي تتمسك بها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية رغم النوايا والتصريحات العدائية التي تصدر صباح مساء عن العدو الإسرائيلي.