زعمت وسائل إعلام عبرية بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال أثناء لقاء جمعه في البيت الأبيض بزعماء المنظمات الصهيونية بأن (السلام) صعب لأن على الفلسطينيين القيام بإجراءات من أجل (السلام) وأنهم لا يتمتعون بقيادة قوية، وأنه ،أي أوباما، مع وحدة الفصائل الفلسطينية بشرط ألا تكون وحدة ضد السلام أو ضد حل الدولتين. الإعلام الأمريكي تناول بعض ما تسرب عن اللقاء آنف الذكر ولكن لم يكن هناك إشارة لما انفردت به وسائل الإعلام الإسرائيلية فيما يتعلق بحديثه عن ضعف القيادة أو تأييده المشروط لوحدة الفصائل الفلسطينية، ولأن أقوال أوباما سواء في خطابه الأخير أو فيما تسرب من أقوال، تركزت على عموم المخاطر التي تواجه المنطقة وأمن (إسرائيل) من وجهة نظر أمريكية، فإننا نعتقد بعدم صحة ما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية، وأن تلك الإضافات ليست من أقوال الرئيس الأمريكي بل هي مطالبات أو إيحاءات صهيونية إلى أوباما، ليحمل القيادة الفلسطينية مسؤولية تعثر عملية السلام وتوقف المفاوضات أو لأهداف أبعد من ذلك. في حزيران 2002 و في زمن الرئيس الراحل ياسر عرفات وجه الرئيس الأسبق جورج بوش الابن خطابًا يتعلق بالحالة الفلسطينية الإسرائيلية، فوصف القيادة الفلسطينية بالداعمة للإرهاب والفاسدة والمستبدة والمعطلة للتشريعي ومؤسسات السلطة، ووعد بأنه في حال صار للفلسطينيين قيادة منتخبة ومؤسسات وترتيبات أمنية جديدة مع الجيران فإن أمريكا ستدعم قيام دولة فلسطينية وكان له ولهم ما أرادوا ومع ذلك لم يتحقق الحلم الفلسطيني، ويبدو أنهم يريدون تكرار سيناريو 2002 مع الرئيس محمود عباس، والبديل عندهم هذه المرة ليست انتخابات وقيادة جديدة وإنما وحدة فصائلية فلسطينية تقوم على الاعتراف بشرعية الاحتلال وتحقيق الأمن ل(إسرائيل). إن وصف القيادة الفلسطينية بالضعيفة ومغازلة الفصائل الفلسطينية يمكن تفسيره على أننا أمام مؤامرة صهيونية جديدة هدفها خلط أوراقنا الداخلية، وتهديد الرئيس وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، بغض النظر لو صدر ذلك عن الرئيس الأمريكي أم لا، ولا بد أن تؤخذ تلك التهديدات على محمل الجد، وأن نقابلها بوحدة فصائلية وشعبية على أساس التمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية، وألا تكون دافعًا للخضوع والمزيد من التنازلات بأي حال من الأحوال.