ليست فقط المصطلحات والكتابات المغلوطة التي نرتكبها يوميا في صياغتنا الصحفية تكمن في عدم إيضاح الحقائق، بل إن الانحياز إلى طرف ضد الطرف الآخر هو جملة من مفاهيم لا بد من العدول عنها.كانت كتاباتي بدائية بسيطة كما تعودت عليها، أو بالأحرى كما تعودت أن اقرأها يوميا في وسائل الإعلام المختلفة، هذا الحال عند جمع الصحفيين والمحررين لا أحد ينكره لأنه أصبح في دمنا طابع الكتابة الصحفية القديمة، ونتنافس على من يأتي بخبره الأول ولا يهم أن يكون صادقا أو له أي معنى المهم خبر، ولا اعتقد انه يكون حقيقي بل نخلق له حقيقة، وخالي من الوضوح وليس له أي مدلول، وفي النهاية يكون بعيد كل البعد عن الجودة الصحفية. استدركت في التدريب أهمية احترام المعايير الدولية للمحافظة على جودة الكتابة الصحفية، وهناك مميزات عديدة تميز الصحفي الناجح الذي يحافظ على مبادئ المهنة خلال عمله اليومي، فما الذي يتوقعه الجمهور من الصحفيين؟ وهل يدرك الصحفيون قوة الإعلام ومسؤولياته ؟ وكيف يواجهون الضغوطات الخارجية من قبل الأشخاص والجهات، التي تحاول التدخل في عملهم الصحفي.ولكن الإعلام الجيد هو الذي يكشف للجمهور القضايا التي يفضل بعض الناس المتنفذين إبقاءها في طي الكتمان. مهمة الصحافة شاقة، وعملها لا يتوقف، ويواجه رجالها تحديات مهنية كبيرة وصعبة، وهذا ما يستدعي منهم التعلم بشكل دائم، لكي يستجيبوا للتطور التكنولوجي المتسارع، ويحافظوا على المعايير والمهارات المهنية التي تشكل أساسا قويا لعملهم، وتعزز في الصحفيين أسس المهنة التي يستندون إليها.ولكن الأسئلة التي تطرح نفسها إلى أي مدى يمكن للصحفي أن يتطفل على حياة الآخرين؟ خلال أحزانهم، وهل يمكن للصحفي أن يثق باي كلمة تقال له أو يسمع بها؟. وأقول باختصار أن أفضل تدريب قد لا يمكنه الإجابة عن كل هذه التساؤلات بشكل قاطع، لان العمل والتصرف الصحيح، يعتمد بالأساس على طبيعة الحدث، والسياق جاء فيه إلا أن هذا التدريب حاول المساعدة قدر الإمكان لتطوير المهارات الصحفية، وشرح العملية التحريرية، حتى يمكن من اتخاذ القرارات التحريرية المناسبة، فالمهارات الجيدة والمستوى العالي للمعايير التحريرية والنزاهة والالتزام بالدقة والاستقامة هي أساس الممارسات الصحافية المهنية وهي جوهر الإعلام الحر المستقل .والمعرفة بالمعايير الدولية للجودة في الكتابة الصحفية، هي أفضل الطرق لتعزيز الأداء الصحفي والإعلامي في أي مجتمع، لأن هذه المعايير هي التي تخلق الالتزام المهني والأخلاقي تجاه الجمهور وتحافظ على استدامته.