ليست المقاومة الفلسطينية منظمات إرهابية. لم تنفذ المقاومة الفلسطينية أية عملية ضد أهداف إسرائيلية أو أجنبية خارج فلسطين. لكنها قصرت فعلها على داخل فلسطين. وهذا يؤكد أن المقاومة الفلسطينية هي حركات تحرر ينطبق عليها مفهوم حركات التحرر التي أقرت الأممالمتحدة بحقها في مقاومة الاحتلال بكافة السبل بما فيها الكفاح المسلح.من الواضح أن (إسرائيل) استغلت هذه المحددات التي حددت بها المقاومة نطاق عملها، ولم تلتزم بقواعد اللعبة، ووسعت دائرة الصراع مع مقاومة الشعب الفلسطيني لتشمل دول العالم ولها خبرة سابقة في استهداف قيادات منظمة التحرير في السبعينيات في دول أوروبا وغيرها. فقد مارست (إسرائيل) الإرهاب العالمي غير ملتزمة بأي قوانين أو احترام لسيادة أي دولة. وهاهي مجدداً خطفت المهندس ضرار أبو سيسي من أوكرانيا. واغتالت محمود المبحوح في دبي. وقصفت عربة في شرق السودان. وغير ذلك. لم ترد المقاومة على هذه العمليات، وكانت معذورة لو ردت بالمثل.سلوك المقاومة الإنساني والذي يحترم سيادة الدول ويحصر الصراع مع (إسرائيل) داخل فلسطين، أغرى دولاً أخرى باستهداف المقاومة.يوماً ما انتهجت فصائل منظمة التحرير أسلوب العمليات الخارجية فخطفت طائرات، ونسفت سفناً، وخطفت سفناً أخرى، وفجرت سفارات، واقتحمت حفلات في سفارات أخرى، واغتالت شخصيات معادية. ونفذت حركة فتح عملية ميونيخ ضد فريق كرة القدم الإسرائيلي المشارك في أولمبياد ميونيخ في عام 1972م.لقد أرهبت تلك العمليات العالم، فاحترم هذه المنظمات رغم معاداته لها، وحرص العالم على استيعاب منظمة التحرير لينشلها من مربع العنف، فكان استقباله لعرفات في الأممالمتحدة عام 1974م حيث أوقفت فتح عملياتها وأمرت سائر المنظمات بوقف عملياتها الخارجية.إن المقاومة الفلسطينية مطالبة بالرد القاسي على كل استهداف لعناصرها خارج فلسطين. وإن الرد بالمثل هو مبدأ أساسي في العلاقات الدولية، وفي السلوك البشري، بل في شريعة الله تعالى.يجب أن تندم (إسرائيل) على اغتيالها المبحوح، وعلى تخطيها اتفاقية تحرير الأسرى ومحاولة التلاعب بها. ومتروك للمقاومة أن تقرر الوسيلة، والتي من الواجب أن تكون في وزن الجرم ومكافئة له.