قبل ستة وعشرين عاماً كتبت مقال في صحيفة "عكاظ" تحدثت فيه عن خطبة الجمعة وما تتضمنه من توعية وتوجيه.. وقمنا بعمل استفتاء عن مدة الخطبة وكيف تكون.. فقد ارتأى العديد ممن شاركونا أن تكون المدة 10 إلى 15 دقيقة وأن تحتوي على قضايا المجتمع والأحداث وفي ظل اهتمام الناس هذه الأيام بما يجري على الساحة المحلية والعربية والإسلامية والعالمية.. وما يجري من خلال شباب المراهقة وضعاف النفوس الذين تستهويهم برامج الجولات من "وت ساب وتويتر". فإن التركيز على خطبة الجمعة وفيها كل الناس يأتون إلى المساجد إما لأنها الجمعة وهي الواجبة.. أو بضغط من الأهل وولاة الأمر من الوالدين.. إذ لا بد من ضرورة إلزام الأئمة في المساجد من أن خطب الجمعة هي لوضع التوجيه والتوعية لما يجري على كل الساحات مدعومة بالآيات والسنة وما أكثرها من مصائب تجتاح هذه الأمة بمعنى أن القضايا تزداد يوما بعد يوم والوعظ والإرشاد من منهجية ديننا الحنيف.. فلا بد أن تكون خطب الجمعة.. خطب يستفاد من مضامينها في إصلاح نقطة من مجموعة نقاط تصيب المجتمع.. وحتى لا تكون الخطب رتيبة ومتكررة وحتى لا ينفر منها الصغير والكبير ويأتون متأخرين عن بداية الخطبة.. ويأتون في نهايتها فقط لحضور صلاة الجمعة.. وقد تتعالى أصوات من هنا وهناك لرفع مستوى أداء الخطبة حتى تكون منبراً توجيهياً لما يحدث في المجتمع وما يستجد من نوازل وأحداث.. منبراً يستضيئون به في أسبوعهم موعد الجمعة من الأسبوع الذي بعده وهكذا.. حتى نضمن إيصال التوجيه اللازم لما يجري.. فإن المطلوب من خطيب الجمعة التحضير الجيد وإيجاد القضية أو القضايا حديث الساعة حتى تتحقق أهدافها. نأمل من وزارة الأوقاف والمساجد مثل هذه الخطوة وعمل حصر لكل المساجد في الأحياء والمدن وأسماء ائمة المساجد.. وما هو تحصيل دراساتهم أفي الفقه والتوحيد.. أي من حملة الشريعة أو خطباء الاجتهاد.. ولا أشك فيهم ولا في تقواهم (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) بل يجب من لا يحمل الشهادة الشرعية أن يخضع للاختبار.. حتى نفي بإذن الله تعالى من تحقيق رسالتنا (يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر).والله ولي التوفيق..