يؤرقني حال الصحافة العربية في المهجر بوجه عام وفي أمريكا على وجه الخصوص . للأسف دور الصحافة العربية في أمريكا ضعيف للغاية، و ذلك يرجع لعدة أسباب أهمها – في رأيي – اقتحام بعض الدخلاء عالم الصحافة بهدف تجارى بحت، وهم فى الحقيقة ليسوا إلا " معتدين " على مهنة الصحافة. دعوني في البداية أوضح أنني لا أعمم حديثي على جميع الصحف العربية في أمريكا، فقد عملت في جريدتين محترمتين مما لا ينطبق عليهما حديثي هنا.. و غيرهما العديد من الصحف القائمون عليها من الصحافيين المحترفين الموجودين في نيوجيرسي و نيويورك وولايات أخري .أعود للحديث عن هؤلاء " الدخلاء " الذين أساءوا بشدة لسمعة الصحف العربية في جاليتنا .. فجأة وفي تلاحق أصبح الكثيرين من غير أبناء المهنة أصحاب صحف و" رؤساء تحرير " في آن واحد .ينصب اهتمام هؤلاء " الدخلاء " بجمع الإعلانات فقط فهي تمثل لهم الهدف الأساس من وراء إصدار الجريدة ، غير مكترثين بالمادة المنشورة فى صحفهم .. و لم يكترثون ؟ أيفقهون شيئاً في أبجديات العمل الصحفي ؟!تلك الصحف و التي أطلق عليها اسم "الصحف السوداء" على غرار "الصحف الصفراء" و التي تطلق على الصحف التي تفتقد المصداقية والمعروفة بنشر الأكاذيب.إذا طالعت تلك الصحف فلن تجد أى مادة تستحق القراءة ، فهؤلاء " المقتحمون" يجيدون سرقة مقالات الكتَّاب من المواقع الإليكترونية عن طريق "النسخ و اللصق"، و لا مانع لديهم من نسب مقالات مما ينسخون لأنفسهم.بما أن أصحاب تلك الجرائد ليسوا من أبناء المهنة ولا يوجد لديهم فريق عمل من المحررين والكُتاب، تستطيع تمييز صحفهم بحشو من مواد غير ذات قيمة بهدف ملء الصفحات، بالإضافة إلى إعلانات رديئة التصميم كثيرة الأخطاء اللغوية سواء في اللغة العربية أو الإنجليزية، تجذب تلك الصحف بعض القراء الذين اعتادوا وللأسف على عدم الثقة في مواد الجريدة العربية والاكتفاء فقط بمطالعة الإعلانات التى تحويها، إلى الحد الذي وصفه البعض- بشيء من التعميم - أن الجرائد العربية جرائد "إعلانية" وليست إعلامية.الصحافة العربية في أمريكا عليها دور هام لابد أن تقوم به .. فهي الأقدر و الأفضل في تناول هموم ومشكلات الجالية العربية ، لذلك لابد من النهوض بمستواها وحمايتها من هؤلاء الدخلاء من المرتزقة.أخيراً .. هل لنا أن نأمل في إعلام عربي مؤثر داخل المجتمع الأمريكي في المستقبل القريب ؟