بعد مطالبة أطراف فلسطينية وخاصة من حركتي فتح وحماس باتخاذ إجراءات قانونية وأخرى سياسية ضد الكيان الغاصب على إثر الاعتراف الصريح لرئيس الكيان شمعون بيرس ، بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلي دفاعها عن دولة الاحتلال مدعية أن الإعلام الغربي والعربي حرف أقوال بيرس وأنه لم يذكر قط عملية الاغتيال، وهذا في حد ذاته دليل على قيمة الاعتراف الذي أدلى به الممثل الأول لدولة الاحتلال.صحيح أن شمعون بيرس لم يقل : " ما كان ينبغي اغتيال عرفات" ولكنه أجاب سؤالا لصحيفة نيويورك تايمز له ذات الدلالة، والسؤال هو : "أنت لا تعتقد أنه كان ينبغي اغتيال عرفات؟" ، فأجاب بيرس ب : " لا، أنا اعتقدت أنه كان بالإمكان التعامل معه والأمور بعده أصبحت صعبة وأكثر تعقيدا. إجابة بيرس تعني أنه يقر بأن الرئيس الراحل ياسر عرفات لم يمت بشكل طبيعي وإنما تم اغتياله، ثم أن إظهار بيرس لخيار آخر غير الاغتيال وهو التعامل معه يعني أن " إسرائيل" هي صاحبة الخيارين" الاغتيال أو استمرار التعامل معه"، ولو لم تكن "إسرائيل" هي من اغتال عرفات لاعترض بيرس على صيغة السؤال التي حملت "قنبلة ارتجاجية" من المفروض أن تهز منظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية وحركة فتح والشعب الفلسطيني.السيد توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق في اغتيال عرفات اعتبر اعتراف بيرس دليلا جديدا يضاف إلى ملف القضية ووعد بالاستمرار في التحقيق وجلب الأدلة النهائية "اعتقد أن اعتراف رئيس دولة "إسرائيل" ليس مجرد دليل بل هو سيد الأدلة ولا حاجة للمزيد من الأدلة طالما أن ممثل الكيان اعترف بجريمة اغتيال الرئيس عرفات أمام صحيفة مثل نيويورك تايمز، ويبقى أن تعترف "إسرائيل" على تفاصيل الجريمة."إسرائيل" ليس لديها ما ترد به عن نفسها تهمة اغتيال عرفات بعد الاعتراف الصريح لرئيسها, وعلى الفلسطينيين استغلال الثغرة التي فتحها بيرس لفضح ومحاكمة قادة دولة الاحتلال أمام المجتمع الدولي ومحكمة الجنايات، وكذلك فإننا نتوقع من منظمة التحرير الفلسطينية الانتصار لرئيسها وقائد ثورتها ووقف المفاوضات مع قتلته.