دائماً فان الإنسان يرتبط باسلوب يميزه.. ويعكس تربيته .. وأخلاقه.. وبيئته التي نشأ فيها وترعرع .. وبالذات عندما يبلغ الإنسان مرحلة عالية من التعليم.. ومن التجربة.. ومن الخوض في مواقع كثيرة.. وحافلة.. فإن أول ما يجب أن تؤثر فيه كل هذه المكتسبات هو سلوكه.. فإذا لم يؤثر التعليم.. ولم تؤثر التجربة.. ولم تؤثر الحياة.. في السلوك فإن لا فائدة من كل تلك المكتسبات ليظل الانسان مشوشاً.. ومشوهاً. والإنسان السوي يحرص دائماً على أن يظهر أمام الناس بصورة مثالية تنال محبتهم.. وتحظى بالتفافهم ويبذل الإنسان السوي دائماً جهداً سخياً من أجل أن يكون محل تقدير .. ومحبة.. الآخرين بعيداً عن الغرور.. والغطرسة .. والفوقية.. فكل الناس أبناء تسعة شهور.. ولهم حق الاحترام .. والعناية.. فلا أحد يستغني عن الآخرين مهما كان.. ومهما بلغ .. ومهما حقق من نجاحات. ومن أهم خصائص السلوك القويم في تعاملك مع الآخرين أن تحترمهم.. وأن تقدم إيجابياتهم في خلق العلاقات.. تفهماً .. ووعياً.. ومنطقاً.. ولا بد أن تدرك بأن إهمال الناس .. وعدم الاحتفاء بهم.. وتجاهلهم .. لن يضر إلا بك لتصبح إنساناً منبوذاً.. لا تستحق محبة الناس ولا تقديرهم. أشياء صغيرة.. صغيرة جداً.. لكنها مهمة للغاية وتترك أثراً كبيراً في النفوس.. وتصبح علامة واضحة تطبع سلوكك .. وعلاقاتك.. وتعاملك مع الناس ليصبح من المهم .. والمهم جداً أن تحرص - حتى في الأشياء الصغيرة - أن تكون مثالياً .. وسوياً.. ومحترماً. من أهم تلك الأشياء الصغيرة أن البعض لا يهتمون بالوقوف ترحيباً وتسليماً على من يأتي إليهم للسلام عليهم وهو استخفاف سخيف وغير مقبول لأن من أدب التعامل مع الناس أن تشعر الآخرين بمدى اهتمام وعنايتك بهم. ومن الأشياء الصغيرة أيضاً أن الكثيرين من الناس أصبحوا لا يستجيبون لرنين الهاتف .. تراهم يناظرون الرقم الظاهر على جوالاتهم ثم يهملون الرد بكل صفاقة لأنهم لا حاجة لهم بك.. أو أن مزاجهم ليس على ما يرام.. أو أنه الشعور المتورم بأن عدم الرد على رنين الهاتف من سمة الكبار. والعجيب أنهم لا يتصلون بك فيما بعد ويعتذرون إليك إذا ما عاتبتهم يوماً بالنسيان حيناً.. وبعدم وصول مكالمتك إليهم - رغم أنك متأكد من وصولها إليهم. والأعجب أن هؤلاء أنفسهم يعلنون غضبهم وسخطهم إذا ما احتاجوا الاتصال بالآخرين ولم يعيروهم أي اهتمام. مع أن هناك بعض الناس وهم الشريحة الأقل حريصون على الرد على الاتصالات الواردة إليهم مهما كانت الظروف .. وإذا لم يسمعوا رنين الهاتف لأنهم نائمون .. أو في اجتماع .. أو بعيدون عن جوالاتهم فإنهم يبادرون إلى الاتصال بمن هاتفهم بمجرد الاطلاع على أرقامهم. ومن الأشياء الصغيرة أيضاً أن هناك شريحة كبيرة من الناس تقابل رسائل التهنئة في الأعياد أو بداية سنة جديدة .. أو ما عداهما من المناسبات بالتجاهل والاستخفاف ولا يكلفون أنفسهم عناء الرد.. ومقابلة التهنئة بالتقدير والاحتفاء.. ويعتقدون أنهم أكبر من الاجابة على رسائل الأهل والأصدقاء والأحباب. كما قلت في البداية.. أمور قد تبدو صغيرة لكنها مؤثرة على مستوى العلاقات والتعامل بين الناس.. وللناس فيما يفعلون مذاهب. آخر المشوار قال الشاعر: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان