خلق الله الإنسان خطاءً وليس معصوما من الزلل سوى من اصطفاهم من أنبياءه ورسله عليهم أفضل الصلاة والسلام وفتح باب التوبة من أجل أن يجد المذنب له طريقا للعودة الى الله والاستغفار من الذنوب والخطايا . ونحن في مجتمعنا من الطبيعي أن نرتكب الذنوب ونستغفر الله منها دون إصرار منا على المواصلة في ارتكابها عسى الله أن يغفر لنا ويتوب علينا إنه التواب الرحيم. وفي العلاقات المجتمعية نشأت ثقافة الاعتذار لما قد يحصل من سوء فهم أو خطأ يصدر من أحد الأفراد ضد آخرين , ولكن للأسف أن مجتمعنا تغيب عنه هذه الثقافة الراقية والتي من المفترض أن نكون أكثر الناس حرصا على إشاعتها والقيام بها فهي تمثل طريق التوبة وتدل على الشجاعة والنبل وليس كما يتصوره البعض بأنها شكلا من أشكال الضعف .! ما دعاني للكتابة حول هذا الأمر هو ما حصل مؤخرا في تويتر عندما أخطأ المغرد عائض القحطاني على فئة من المجتمع بخطأ لم يكن مقبولا من الجميع لفداحته ولكنه سرعان ما أدرك ذلك وبكل شجاعة أدبية أعلن اعتذاره للجميع واعترف بخطأه وكان هنا يمثل موقفا شجاعا وراقيا وكنت أتمنى من أن يتم قبول اعتذاره من قبل الطرف الآخر ولكنني وجدت أنهم مصرين على أخذ حقهم قانونيا وهذا من أبسط حقوقهم ولكن كان من الأجمل أنهم ضربوا لنا مثالا في التسامح وقبلوا الاعتذار في سبيل أن تشيع هذه الثقافة الحضارية بيننا .. وعادت بي الذاكره للسجين حمزة كاشغري الذي كان في نفس المكان ذات يوم وغرد وتاب الى الله في وقتها واعتذر للجميع كذلك ولكن للأسف أنها غابت عن الكثير منا كمجتمع مسلم قبول الاعتذار والوقوف بجانب من تاب واعتذر لنعينه على استمراره في توبته ولا نعين الشيطان عليه كما فعل البعض معه ولازالوا الى الآن يصرون على موقفهم متناسين أن الله غفور رحيم ومتناسين أن قبول الاعتذار من شيم الكرام . إذا لنشر التسامح وثقافة الاعتذار بيننا وهي واجب أخلاقي يحتمه علينا ديننا الإسلامي وكذلك تقر به الإنسانية ولنصفي أنفسنا من الأحقاد والضغائن بيننا البين مهما كانت اختلافاتنا الفكرية أو غيرها . @saadalsalem