مهما فعل الإسرائيليون من تعديات على المقدسات فإن التاريخ والجغرافيا تقولان ان القدس والمسجد الأقصى لنا، ان إنكار اليهود لهذه الوقائع تدحضها التوراة والتاريخ وذلك للاسباب التالية: اولاً: يعود تاريخ الشعوب السامية في فلسطين وجوارها إلى اكثر من4000 سنة قبل المسيح عليه السلام، اي حوالي 6000 قبل الآن. ثانياً: يقول المؤرخ ألبرت كلاي (ان امبراطورية الأموريين تعود الى الالف الخامس قبل المسيح). ثالثاً: الأموريون هم اول شعب سام سكن فلسطين وبسط نفوذه على منطقة الهلال الخصيب والبحر المتوسط الشرقي، وقد سمي هذا البحر في كتب التاريخ (بحر امورو العظيم) اي بحر الأموريين. رابعاً: بعد الأموريين بسط الكنعانيون نفوذهم على المنطقة.... وكانت لغة الكنعانيين هي اللغة السامية الفلسطينية الاولى كما يقول المؤرخ فليب حتي. خامساً: كان الفلسطينيون في فلسطين قبل قدوم ابراهيم الخليل من العراق بألفي عام على الاقل. وكشف الوزير البريطاني اليهودي اللورد ميلشيت عن نوايا حكماء صهيون بالنسبة للمسجد الأقصى فقال: (ان يوم بناء هيكل سليمان قد اقترب وساصرف بقية حياتي في السعي لإعادة بناء الهيكل على انقاض المسجد الأقصى)، كما انه في سنة 1929م قامت مظاهرات صاخبة وتبعها معارك طاحنة بين المسلمين واليهود أدت لقتلى بين الطرفين تدخلت القوات البريطانية كما تدخلت عصبة الامم وطلبت من كل طرف تقديم ما يثبت أحقيته بملكية حائط البراق والذي يسمى عند اليهود بحائط المبكى، للعلم كان المندوب السامي البريطاني المستر صاموئيل اليهودي، وبعد دراسة واسعة قررت اللجنة سنة 1930 ان هذا الحائط هو بالقطع وقف إسلامي، ومنذ احتلال القسم الثاني من القدس في 7-6-1967م بدأت قوات الاحتلال بتنفيذ مخططاتها في المدينة المقدسة وفي اليوم الرابع للاحتلال 11-6-1967م أزالت قوات الاحتلال بالجرافات حي المغاربة للبدء بتنفيذ الحفريات. في تاريخ 2-8-1971م نقلت جريدة «دفار» خبراً عن زيارة قام بها ديان» وزير الدفاع» الى منطقة الحفريات وحائط المبكى، وقد استقبلة وزير الحفريات البروفسور مازار، ولدى سؤاله من احد الصحفيين قال له انه «لا ضرورة حسب رأيه للتأخير بسبب العثور على اثارات قديمة من عهود متأخرة التي يعثر عليها في منطقة الحفريات، ويجب العمل على اعادة ترميم كافة ما يتعلق بأيام الهيكل الثاني، ويمكن تصوير بقية الأثارات وتخليدها». كما نقلت جريدة هآرتس اليهودية في عددها الصادر بتاريخ 2 -2-1977م خبراً جاء فيه: ان الحاخام الاكبر اسحق نسيم قام برفقة عدد من كبار الاسرائيليين بزيارة لقسم الحائط الغربي للحرم المقدسي، ويقع في منتصف الحائط داخل رباط الكرد قرب مثوى الملك حسين بن علي، وبعد ان قاموا بصلاة يهودية، اصدروا البيان التالي» حائط المبكى الصغير في داخل رباط الكرد، واستمرار الكشف عنه واجب ديني كبير»... وسيظل صراخنا مستمراً، حتى اكتشاف طوله وارتفاعه من زاويته الجنوبية الى زاويته الشمالية القريبة من باب الأسباط، نريد تنظيف جميع المباني التي ألصقت بقصد وباقرار رؤساء الدين المسلمين المتعاقبين. وخلاصة القول ان جميع الحفريات التي قامت بها اسرائيل ومنذ 1967 ولغاية يومنا هذا لم تعثر على اي اثر لهيكل سليمان، وحتى لم يعثروا على اي نوع من الفنون التشكيلية التي تمت بصلة لإسرائيل او تاريخهم التوراتي، وهذه الاعمال هدفها المبيت هو هدم المسجد الأقصى والابنية الاسلامية التي تعطي للقدس طابعاً عربياً اسلامياً. فإذا كان اليهود يريدون اقامة دولة يهودية لم تكن قبل ألفي عام، فلماذا لا نعود الى الوراء اربعة آلاف سنة ونعيد اقامة الدولة الكنعانية: ان الكنعانيين ما زالوا مقيمين في فلسطين. لذلك على الشعب الفلسطيني ان لا يعتمد الا على نفسه، لان القدس والمسجد الأقصى هما وقف إسلامي، كما ان على السلطة الفلسطينية الدفاع عن حرم المسجد الأقصى بتكثيف وجود الشباب الفلسطيني في باحات الحرم لرد اي اعتداء من قبل المتطرفين والذي لا هم لهم الا تدنيس اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.