من منبر الأممالمتحدة مساء الخميس الماضي برزت لغة جديدة ترسم صورة قاتمة ومخيفة في منطقة الشرق الأوسط , وذلك من خلال تركيز المتحدثين على ثلاث نقاط هي قضية فلسطين – والوضع السوري - والسلاح النووي الايراني. غير أن أبرز ما جاء في كل الاطروحات هو ذلك التحدي الصارخ في خطاب بنيامين نتنياهو الذي زعم يهودية القدس من منطلق تاريخي والتمسك بها كعاصمة لإسرائيل. في حين رفض اقامة دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة , وهو ما يعني استمرار الاحتلال وتكريس المزيد من الصراع العربي الاسرائيلي لحقبة طويلة من التاريخ لقضية هي أم نزاعات المنطقة , لينتقل رئيس الوزراء الإسرائيلي في خطابه الذي كان يتحدث فيه بثقة وغرور, إلى الملف النووي الايراني , وهو المحور الذي ركز عليه نتنياهو- استطيع ان أُلخصه في أربع نقاط: الأولى – توصيف ايران على انها دولة ارهابية وذلك من خلال سلوكها داخل وخارج المنطقة – الثانية: انها أي ايران تشكل خطراً على السلام العالمي حتى بدون سلاح نووي لوجود ما أسماه عملاء لها في الخارج . الثالثة – انها اصبحت على وشك انتاج قنبلة نووية خلال الاسابيع القادمة وان العالم بأسره لن يسلم منه أحد ما لم يتم عمل ما أسماه بالخط الأحمر. رابعاً وهو الأهم: تمهيد الرأي السياسي والقناعة الدولية بقبول ضربة إسرائيلية قادمة لإيران , وهذا الأخير يمكن وصفه بأنه أهم مشهد خرجت به تصورات المرحلة القادمة من لقاء الجمعية العامة للأمم المتحدة في ذروتها الحالية , وما يعززه ايضاً حشود المناورات العسكرية الامريكية والأوروبية التي تقام حاليا في مياه الخليج وذلك استعداداً لمساندة الضربة الاسرائيلية ضد طهران , وهي الضربة التي كانت تجهيزاتها واضحة في خطاب نتنياهو في نيويورك , ورغم ان العالم الاسلامي يرفض أي عمل عسكري من هذا النوع ضد دولة اسلامية , إلاَّ أنه وبعيداً عن العواطف لابد من تحميل السياسة الايرانية الجزء الأكبر من مسؤولية النتائج المؤلمة التي تأتي في ظل السلوك التي تسير عليه حكومة طهران والتحديات الغير مبررة للعالم , وهي سياسة لا تقل وصفاً بالنهج الذي سار عليه صدام حسين لتنتقل التجربة "ريتويت" إلى احمدي نجاد الذي سيدفع بإيران إلى الوراء لسنوات طويلة نتيجة المغامرة.. وليس الاستعداد للمهدي المنتظر الذي قال عنه نجاد في خطابه امام الاممالمتحدة أمس الاول: أنه الامل الذي بدأت براعمه تنتشَر قريباً على حد تعبيرة!! متجاهلاً حجم انتشار القوة الدولية الأقرب في مياه الخليج!! [email protected] Twitter:@NasserALShehry