صورة اجتماعية جديدة تتلبسها المرأة في مجتمعنا وتكثر في عند حالات الوفاة (الموت) ففي أيام العزاء تسعى بعض الأسر إلى احضار سيدة تقوم بإلقاء محاضرة دينية ترتبط بالموت واليوم الآخر والجنة والنار وعمل الإنسان في الدنيا وتختم جلستها بالدعاء للميت وأهله المقربين، ولا يقتصر الموضوع على حالات الوفاة فكما أن هناك صرعات لدى الشابات في التوجه للتقليعات الجديدة من ملابس والتجمع بالباي (القطة) لعمل حفلات والاستمتاع هناك فئات أخرى في المجتمع على مختلف الأعمار لديها اهتمام بجلسات الذكر والاستماع للمحاضرات الدينية والتوعية، والقضية ليست في السلوك الممارس ولكن في الشخصيات الممارسة لعملية الإلقاء حيث يكون البعض منهم على مستوى علمي جيد فتتناول موضوع علمي أو ديني أو اجتماعي وتتناوله من جوانبه المتعددة فوائده واسبابه وقيمه وإذا سئلت فيم لا تعرف تعتذر عن الإجابة وهؤلاء قلة جدا، اما الغالبية فهم يأتون متوشحين بالسواد لا تعلم لهن مصدر بعضهن سعوديات والبعض الآخر غير سعوديات متزوجات من سعوديين ازواج البعض منهن يعملون مؤذنين في بعض المساجد جعلت هذا العمل مصدر رزق لها يحملن في أيديهن كتب خضراء اللون متنوعة يقرأن منها الأدعية أو بعض القصص يكررنها من مكان لآخر تراها في أكثر من منزل أيام العزاء. المزعج في الموضوع أن هذه في الشريحة من السيدات تتقمص دور الشيخ في المسجد أو الشيخ أثناء تقديم المحاضرة وتعطي نفسها حق الافتاء بالإجابة عن بعض الأسئلة التي تطرحها السيدات اللواتي يفتقدن الثقافة الدينية وفي الغالب تكون الإجابة سطحية غير كافية أو تكون خاطئة فتدفع السيدات لتناقل هذه المعلومات، وللأسف الشديد تحول البعض منهن أيام العزاء إلى مجلس للفتوى حيث تطرح الأسئلة وتتولى الإجابة عن الأسئلة دون محاسبة أو رقيب والبعض منهن يوزعن أرقام هواتفهن ويستقبلن أسئلة النساء وهن في منازلهن إن هذه الممارسات اصبحت منتشرة في مجتمعنا وتؤدي إلى تعميم الإجابات غير الصحيحة في الجانب الديني. لقد أصبحت هؤلاء السيدات يشكلن صورة سلبية وينشرن ثقافة مشوشة ومشوهة بين المجتمعات النسائية مما يشكل خطرا على الثقافة الدينية في المجتمع لقد اصبح (تمشيخ النساء) احد الممارسات في نسيجنا الاجتماعي، والسلوك والفكرة في حد ذاتها ليست سيئة وبما أنها تمارس وبشكل كبير أتمنى على الجهات المعنية بنشر الثقافة في المجتمع احتواء هذا الموضوع مثل الجمعيات الخيرية كأن تجعل لديها قاعدة بيانات لبعض النساء الداعيات والحاصلات على درجات علمية في العلوم الشرعية الراغبات في ممارسة مثل هذا العمل وتنشر ذلك أثناء أنشطتها الثقافية للمجتمع كذلك الرئاسة العامة للبحوث والإفتاء يكون لديها مجموعة من السيدات الموثوق في كفاءتهن للممارسة مثل هذا الدور.