كل عام وجميع القراء وكل من أحبهم وهم بخير وصحةٍ وعافية وأعاده الله علينا وعليكم أعواماً عديدة وأزمنةً مديدة لا فاقدين ولا مفقودين.اقتربت عشر الرحمة أن تنقضي. ثلث الشهر مضى. كم هو ضيف جميل، لا تحس بمروره وكأنه نسمة هبوب عَطِر، فكيف ياترى انقضت تلك العشر؟ هل على المسلسلات؟ أم على سُفر الطعام؟ أم في الأسواق؟ أم النهارُ نوماً وفي الليل سهر؟. لا أعني بكلامي هذا عدم ممارسة تلك العادات ولكن علينا التفنن في التفريق بينها وبين ماهو واجب علينا في هذا الشهر الفضيل. فالأجور فيه مضاعفة، والهدايا والعطايا الإلهية فيه كثيرة، وفيه العتق من النار. فلا ندعه يمضي هكذا، علينا استغلال كل لحظةٍ به، وإن جميع المسلسلات والبرامج التلفزيونية ستعاد مرة أخرى طوال السنة أما التراويح والتهجد والعتق من النار والأجور المضاعفة وليلة القدر فلن تعاد إلا في السنة القادمة إن أحيانا الله.وقد لخَص ذلك لنا الشاعر المخضرم الأستاذ محمد مصطفى حمام -يرحمه لله- مرحباً بشهر رمضان قائلاً: أَعْظِم بشهر الصوم من فرحة= للصائمين الصادقين الكرام الجاعلين الشهر عيداً لهم= يصفو به الحب ويفنى الخصام المستحبين وإن أرهقوا إيتاء = ذي القربى ورعى الذمام لا هنأ الله به مفطراً = ولا جزى الآثام إلا الآثام ولا أرتضى صوماً لذي غفلةٍ = يجعل شهرَ الجوع شهرَ الطعام يَفْتَنُ في ألوانه ممعناً = في الأكل حتى لا يطيقُ الكلام يودُ لو صارَ الضحى مغرباً =ويكره النورَ ويهوى الظلام وقد يُذيبُ اليوم في غفوةٍ = ويتوقى الصومَ بطِيبِ المنام وسألتقيكم إن شاء الله في منتصف الشهر الفضيل لأذكر لكم ما قاله شاعرنا عليه رحمة الله في الثلث الثاني من شهر رمضان. تقبل الله منا ومنكم صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا.لا تنسوني من خالص دعائكم. [email protected] Twitter:@engwaelab