علينا أن نعرف أننا نقرأ إما كي نستفيد أو نستمتع أو كليهما معاً. علينا أن نتخلص من شبح القراءة المدرسية؛ قراءة الكتاب سطراً، سطراً، كلمة، كلمة وحفظ كل ما جاء فيه لأننا لا نعلم ماذا يأتي في الامتحان. وأعتقد أن هذا الإحساس المزعج هو ما يبعد الكثيرين عن القراءة ويجعلهم يكرهون الكتب لا شعورياً. لا بأس ألا تقرأ أجزاء في الكتاب لا تراها مهمة. لا بأس ألا تقرأ من كتاب ما إلا فصلاً واحداً، إذا كان هذا فعلاً ما يهمك وما يفيدك. - البعض يريد أن يقرأ فقط ما يحلو له وما يتوافق مع أفكاره، فإذا وجد كل كتاب يشتريه يتصادم مع "منطقة الراحة الفكرية" التي لديه، يبدأ شيئاً فشيئاً يرى أن القراءة شيء سخيف ومضيعة للوقت. علينا أن نفهم أنه لا بأس أن نختلف مع الكاتب، بل هذا تمرين عقلي جيد. من يقرأ فقط كي يسمع الكاتب يصفق له ويمجد أفكاره ويخبره أنه كان على حق من البداية، عليه ألا يجشم نفسه عناء القراءة. - كثيرون يتحمسون للقراءة ويشترون الكتب بمبالغة، ثم يكتشفون أن الكتب لا تروق لهم. فيتخذون قراراً بعدم شراء كتب جديدة إلا حينما ينتهون من أكداس الكتب التي لديهم. وما يحدث في النهاية هو أنهم لا يقرؤون نهائياً. من يريد أن يقرأ عليه أن يفهم أن هناك معدلاً كبيراً لل"حوادث"! لا داعي للوم أنفسنا إذا اشترينا كتاباً ولم يكن الاختيار موفقاً. يمكن التبرع به للمكتبة العامة أو لأي لجنة خيرية. وطبعاً من الأفضل السؤال، وقراءة المراجعات، وأخذ آراء الآخرين قبل الشراء. القراءة ليست واجباً ثقيلاً علينا التخلص منه، بل هي شيء نندمج فيه كما يندمج لاعب "البليه ستيشن" وينسى نفسه ومن حوله. سامحوا أنفسكم، وابحثوا عن كتب جديدة. لذلك يجب أن يكون من يشجع الطفل على القراءة يقرأ أيضاً، ويراه الطفل يفعل ذلك؛ "القيادة بالقدوة". ويجب أن يتم إشعار الطفل أن القراءة ممتعة. الطفل لا يريد الفائدة، وليس معنياً بها أبداً، أبداً. الأطفال لا يفهمون عالمنا البراغماتي. هم يريدون الفرح واللهو. يجب أن تربط القراءة بنشاطات مرحة، مثلاً يمكن تخصيص جائزة لمن ينهي كتاباً. أو أن تكون الهدايا التي تقدم للطفل في المناسبات مكونة من ألعاب وكتب. قد لا يقرأها، لكن وجودها مع الألعاب وفي مناسبات سعيدة، سيكون صورة ذهنية إيجابية لديه. صناعة الارتباطات الشرطية بين القراءة وبين حوادث مفرحة، تجعل القراءة كامنة في لا شعور الطفل ومن الصعب زحزحتها.