"السلطة الفلسطينية" وحركة " المقاومة الاسلامية"، خطان متوازيان لن يلتقيا، لأنهما لا يريدان ذلك، فهما كل في اتجاه، لكنهما يخدمان اسرائيل، ربما دون قصد او عن قصد لا يهم، لأن القضية الفلسطينية منذ توريط حركة حماس في الانتخابات التي تعد من أهم مخرجات اتفاقيات أوسلو التي ترفضها حماس، أصبحت، أو تحولت من قضية مصيرية تعنى بحق تقرير شعب، الى قضية بحجم رغيف الخبز... التخندق بالنسبة للجانبين واضح، والاستهتار بحقوق الشعب الفلسطيني، لا ينكره عاقل، فالسلطة تصر على التفاوض الذي اتضح أنه علاقات عامة وشراء وقت بالنسبة للاسرائيليين، فيما تخندقت حماس مع برنامجها، وهكذا تعمق الانقسام الفلسطيني، وأريق الدم الفلسطيني، واعتدي على بعض الأرض الفلسطينية بالتجزئة. ورأينا الفلسطيني وهو يعاني من غرس سكين الانقسام في جسده، فهذا أخ حمساوي وذلك تابع للسلطة، ولا عزاء للمعتقلين الذين يزيد عددهم يوما بعد يوم رغم التنسيق الأمني المستمر مع اسرائيل. المقاومة، بمعنى الفعل اليومي على الأرض والذي يرهب ويرعب المستوطنين، لم تعد موجودة على أرض الواقع منذ زمن، وهذا ما يبرر تمدد اسرائيل في طموحاتها، وباتت قاب قوسين او أدنى من تحقيق الهدف الاستراتيجي، وهو الدولة الدينية" اليهودية". فلا حماس باتت " تطخ" ولا السلطة عدنا نسمع أزيز الرصاص من طرفها دفاعا عن الشعب الفلسطيني، وربما يقول قائل :وماذا عن "صواريخ " المقاومة؟فأقول إن العبرة في العمل المقاوم هي الاستمرارية من أجل تحقيق التراكمية المطلوبة التي يبنى عليها عند المقاومين والمستوطنين كل حسب أجندته. وما أعنيه هنا أن هذه الصواريخ الموسمية لا يعتد بها، رغم نوايا من يطلقها وليس من يقرر إطلاقها، وعليه فان الأمور يجب أن تقلب من جديد، وتعاد كافة الحسابات، وترمى كافة المصالح الشخصية، لأن التخندق مع الخارج لن يفيد صاحبه بل على العكس من ذلك سيلحق الضرر به إن عاجلا أو آجلا. ولأن الشيء بالشيء يذكر، فان الحظ لم يخدم السلطة الفلسطينية من كافة النواحي، فلا تخندقها مع المفاوضات أفادها، وها السم الذي دسوه للزعيم الراحل عرفات يعاد نفثه إليهم، لأن هناك حصانا يرغب وبشدة دخول حلبة المسابقة والرهان من جديد وعلانية هذه المرة، وهو حماس. وبالنسبة لحركة حماس، فان الحظ خدمها ظاهريا لكن " الوكسة " في آخر المشوار ستكون من نصيبها، لأن القضية الفلسطينية قضية مصيرية، والله لن يتخلى عن المظلومين وان طالت فترة ظلمهم لسبب أو لآخر.لذلك أنصح المعنيين بإعادة قراءة مسرحية الكاتب الايرلندي الساخر، أو العابث لافرق، صموئيل بيكت وعنواها:بانتظار غودو"حتى يعرفوا أين تقف أقدامهم وتستقر أحلامهم.