** أتاني صوته صارخاً مفجوعا وهو يصف ما كتبه أحد الزملاء يوم امس في زاويته اليومية بإحدى الزميلات "بالمسيء" عن أولئك القادة الذين خرج على ايديهم مؤتمر قمة عدم الانحياز وهم نهرو وتيتو وفيصل وعبدالناصر وسكارنو فكان ان قال "رحمهم الله جميعا" عرفت من خلال "صراخه" اعتراضه على كلمة رحمهم الله جميعا فكيف يريد ان تشملهم رحمة الله جميعاً وبعضهم غير مسلمين بل "كفار" فقلت له هون عليك قليلا. فقال وهو يرفع صوته اكثر : لا لا.. لا يمكن ان استمع الى أي تبرير فهؤلاء بعضهم "كفار" كيف تريد ان تساويهم بالمسلمين في رحمة الله – الواسعة – استوقفتني – الواسعة فقلت له انت تقول رحمة الله الواسعة "وهذا يكفي" ثم ان الله سبحانه وتعالى يعرف ويعلم من يستحق "الرحمة" ومن لا يستحقها فهو العليم فلا تضايق نفسك بأن احدهم دعا بالخير وبالرحمة لأي كان وانها سوف تقبل ألا ترى ان كثرة الدعاء لنصر المسلمين لا يستجاب؟! له حكمته سبحانه وتعالى وإلا هذه مساجد المسلمين وعلى مدى اكثر من ستين عاما بعد صلاة كل جمعة وطوال شهور رمضاناتنا الستين وغير ذلك من المناسبات الدينية ندعو الله ان يهلك اليهود ويدمرهم .. هل استجيب لنا؟ ابداً لان الدعاء على أهميته لم توجد له الدعائم في نفوسنا لكي يتقبل منا. اننا يا عزيزي لا نملك مقومات "التقوى" التي هي مصدر قبول الدعاء. التقوى التي تشمل الاخلاص والعدل وكل القيم الاخلاقية. اعطني تقياً ورعاً فسوف يُعطى ما يدعو اليه ان الله سبحانه وتعالى كبير وعادل ورحيم فقد سبقت رحمته غضبه سبحانه. أليس كذلك؟