معظم الشباب في الثانوية يعاني من ضمور الطموح .. لا يتطلع لأن يكون في هذه الحياة ذا شأن معتبر .. وإن وجدت منهم من لديه بعض الطموح فلا يتعدى ذلك الطموح نقطة التقليد للآخرين ..يريد أن يكون نسخة طبق الأصل لصديق حصل للتو على سيارة بالقسط ؛ أو أخ ساهمت بعض الظروف في حصوله على الجامعة بتقدير متدن في وقت كانت الظروف فيه غير الظروف اليوم ، حاولوا أن تسألوا أحدهم : ماذا تنوي أن تفعل بعد الثانوية ؟ ستدركون كيف يغلب على الكثير منهم رتابة التفكير والعجز وفقدان الأمل وضحالة التطلع ، لا أقول جميعهم بل معظمهم أضحى هكذا .. مقيد النزعة .. مشتت الذهن .. يعاني من فقدان الشهية لكل شيء .. وأي شيء ..حتى قيادة الذات .. لا يجد قدرة على السيطرة عليها وتوجيهها للاستفادة – على الأقل – من الحد الأدنى لمعطيات المرحلة التي هو في خضمها وحيثياتها. لكن من يتحمل هذا ؟ بالطبع لا يتحمله الشاب وحده ..ولا تتحمله المدرسة وحدها .. إنما الآباء أيضاً .. بل إن الأخير يتحمل الجزء الأكبر سيما الذين يهتمون بكل شيء يتعلق بالتربية ليس من بينها تنمية مهارة اتخاذ القرار وصنعه . أهل الاختصاص يؤكدون على أن صنع القرار لا يتأتى إلا بعد حصيلة من التجارب والتراكمات الفكرية التي يختزنها العقل الباطن ..وبالتأكيد ينطبق ذلك على الشباب في الثانوية ؛حيث أرى أن تشكل المحصلة الكبرى من التراكمات الفكرية يحصل أيام الطفولة .. والتي يلعب الأبوان الأدوار الكبرى في رسم ملامح الكثير منها ، ومنها على سبيل المثال : « الحوار الدائم داخل المنزل في شتى مناحي الحياة .. فخبرات الآباء لا تتشربها الأجيال إلا من خلال المناقشات والحوارات داخل البيت « . أيضاً : « كم وكيفية التجارب التي وجد الفتى نفسه عالقاً فيها أيام الطفولة مثل ( الخطأ ؛ الفشل ؛ النجاح ؛ الصواب .. إلخ ) حيث يعزو اكثر الخبراء سلامة قرارات الشباب اليوم لجودة وتلقائية تعاطيهم مع تجاربهم الابتدائية في مرحلة الطفولة ، فالتجارب لها تأثيراتها الناجعة في تنمية اتجاهات الطفل سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة ، يتجلى أثر تلك الاتجاهات في شخصية الفتى حينما يخضع لضغط الاختيارات وبناء القرارات ، طبعاً مع الأخذ في الاعتبار معطيات المرحلة فتجارب الطفولة تختلف حتماً عن تجارب المراهقة .. لكن الأكثر حتمية أن تجارب المراهقة وتجارب الشباب والنضج والكهولة هي نتاج متطور عن تجارب الطفولة «. خلاصة القول .. الشخصية المتكاملة للشاب لا ترتكز على ما يتعلمه في صفوف المدرسة فقط ..فهناك مرتكزات عدة تؤثر بشكل إيجابي في البنية الشخصية للشاب يجدر بكل الآباء الإحاطة بها إذا ما رغبوا في تنشئة جيل أكثر وعياً وإدراكاً .. المهم وقبل أن أنسى .. ألف ..ألف مليون مبروك لكل الخريجين والخريجات. @ad_alshihri