تناقلت وسائل الإعلام في الأسبوع الماضي مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران حيث قام سموه الكريم بجولة مفاجئة لعدد من الإدارات الحكومية الخدمية بمنطقة نجران للوقوف على سير العمل في تلك الإدارات والاطلاع على مستوى الخدمات التي تقدم للمواطن . واضع هنا تحت مفاجأة أكثر من خط إذ شملت جولة سموه الإدارة العامة لشؤون الزراعة وأمانة منطقة نجران ومكتب العمل وإدارة شؤون الربع الخالي والأحوال المدنية ومستشفى نجران العام ومركز أبا السعود ومركز شرطة أبا السعود . ووقف سموه على سير العمل في كل جهة والتقى المسؤولين والعاملين في كل إدارة كما خصص جزءاً من الجولات للقاء المراجعين وتبادل معهم الحديث عن جودة الخدمات المقدمة واستمع إلى آرائهم عن تلك الخدمات . ونبه سموه في نهاية الجولة سموه أن هذه الجولة هي استمرار لجولات سابقة لعدد من الجهات وقف خلالها على عدد من المشروعات التي تنفذ في مجالات الطرق والمياه والبلديات وغيرها. ولا شك أن تلك الزيارة تأتي ترجمة عملية صادقة كما اشار سموه إلى ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله دائم السؤال عن أحوال المواطن وحريص على المناطق وما يقدم فيها من خدمات وتنفيذ لمشروعاتها ،ومن هذا المنطلق فإن المسئولية الملقاة على عاتقه كبيرة ويسعى سموه بكل جهد لمتابعة شؤون المنطقة وخدمة المواطن بها والعمل على تحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة ومعالجة أوجه القصور كوننا جميعاً حملنا أمانة ولابد من أداء الأمانة بكل إخلاص وتفان . موضحا أن من أهم ماتم خلال الجولات هو الالتقاء بالعديد من المواطنين الذين يراجعون الإدارات وحقيقة كنت سعيداً بما سمعته من كل منهم من ملاحظات أو آراء ستكون بكل تأكيد محل الاهتمام الشخصي لمواصلة الارتقاء بالخدمات ، مضيفاً سموه أن هناك ملاحظات تم رصدها وسيتم العمل على معالجتها وليس من المناسب نشرها على الإعلام والأهم من كل هذا هو معرفة القصور والعمل على سرعة معالجته،مؤكداً أهمية العمل بسياسة الباب المفتوح من الجميع واستقبال المراجع. وحذر سموه من الأبواب المغلقة من أي مسئول في وجه المواطن، داعياً الله أن يوفق الجميع لخدمة الوطن والمواطن وتحقيق المصلحة العامة. هذا ما لخصته عن الزيارة والتي من أهم ما يلفت الانتباه فيها أنها كانت زيارات مفاجئة وهذا بيت القصيد ، لأنها فعلا تستحث الهمم وتعالج السلبيات على ارض الواقع بعيدا عن التقارير التي عادة ما تأخذ وقتا للمراجعة واتخاذ الحلول ، ثم تشعر المسؤول في كل إدارة أن هنالك متابعة القصد منها المساعدة على تذليل الصعاب وحل الإشكالات التي قد تهملها التقارير وقد لاتصل إلى المسئول الإداري وقديما قيل ( من رأى ليس كمن سمع ) ولعل بادرة سمو الأمير مشعل تأتي ضمن مسار الإصلاح والشفافية التي وضع اسسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله ، ثم أنها تأتي على عكس ما تعودناه من إعلانات تسبق الزيارات وترتيبات تعد للمظاهر الحسنة مؤقتا ثم تختفي بانتهاء الزيارات ثم مايتبع تلك الزيارات المعلنة من هدر مالي وإعلانات ترحيبية وخلافه وكل ذلك في الأخير على حساب الجودة في الأداء . ولعل سمو الأمير مشعل هنا خط منهجا قويما في الإدارة ، وكما أشرت فيه من الإيجابيات الشيء الكثير والذي لايمكن حصره في مقالة ، ولعل الأيام القادمة خير من يترجم مردود مثل تلك الزيارات المفاجئة سيما إذا كانت من مسئول بحجم سمو الأمير مشعل بن عبدالله وفقه الله وكثر من أمثالة ، ولعلني اجدها تهنئة صادقة من القلب لأهلنا في نجران على أن خصهم الله بمثل سموه الكريم ليكون عين حبيب الشعب خادم الحرمين الشريفين في جزء غالٍ من هذا الكيان الشامخ ، يحرص على تفعيل خططه التنموية ومشاريعه الجبارة وأهدافه النبيلة لإسعاد شعبه الكريم . فشكراً لسموه على هذه البادرة التي حرص من خلالها ان يكون بين المراجعين يتلمس آمالهم ويحل مشاكلهم ويرعى مصالحهم لما فيه الصالح العام هذا وللحديث بقية قريبا بإذن الله. جدة ص ب 8894 - فاكس 6917993