أجد أكثر الأمور متعة بالنسبة لي هي تحليل و تفسير ما يتداول الناس من جمل و عبارات. فأعتقد أن أية كلمة أو جملة تتكرر على مسامعنا و تصبح عادة لدى الناس هي في أصلها مفهوم مرسخ في المجتمع , و لأن المفاهيم هي ما تشكل قناعات الأفراد و بالتالي تقرر أفعالهم فقد لفت نظري جملة كثيرا ما تتكرر بين الشابات حتى أنها أصبحت المنطلق التي يبدأ بها الحديث عن أي أمر له علاقة بالفروق بين الرجل و المرأة , وجملة هي " بأن الرجل يهرب من المرأة المثقفة أو الذكية " أو " أن الرجل لا يفضل المرأة المثقفة " فهل العبارة صحيحة أو خاطئة؟ فإن المريخيين هم الوحيدون القادرون على الإجابة عن هذا السؤال .. ولكن لدي تحليل بسيط لهذه العبارة فأرى بأن الرجل لا يهرب من المرأة المثقفة فبالعكس المرأة المثقفة لها من القبول و الاحترام الكثير و لكن الرجل يهرب من المرأة المتسلطة , و لأن الصورة النمطية الدارجة للمثقفة هي المهملة في هندامها , المتحدية في أفكارها و المتسلطة في آرائها و المسيطرة على من حولها لذلك لا يلام الرجل عندما يهرب من المرأة المثقفة .. عفوا المتسلطة. و المرأة السطحية أو العامية غالبا ما تبدو وديعة في ردود أفعالها, منسجمة مع من حولها , سهلة في تعاملها , أنيقة في هندامها لذلك تبدو أكثر قربا من أفكار الرجل وطموحة.ليس على المرأة المثقفة تغيير ذاتها إنما عليها أن تبدأ في الانسجام مع ذاتها , عليها أن تقلب الحدة إلى رقة والسلطة إلى رأفة حينها ستغير الصورة السائدة عن المرأة المثقفة . أؤمن بأن المرأة مهما علت في المجتمع فيظل للأب أو الزوج أو الأخ الكلمة الفاصلة و أؤمن بأن المرأة مها كان لها من القدر الاجتماعي فإنها يجب أن تتواضع في بيتها. فالثقافة و العلم و الذكاء ليست هدفاً بحد ذاته. والجميل في ديننا أنه علمنا أن العلم و الثقافة ليست هي المقصود إنما ما وراء العلم من تطبيق و فائدة .. فلو أصبح لدينا نساء كثر مثقفات ولكنهن قاسيات و مسيطرات فحينها ما أجمل الرجوع إلى أيام جداتنا .. أيام قلة العلم ولكن بحنان ورأفة تجلب السكينة والود في الحياة وتحمل نوايا طيبة لمجتمع أجمل و أفضل.